أنجي جمّال تروي لنواعم رحلتها مع مرض إليسا

أنجي جمّال تروي لنواعم رحلتها مع مرض إليسا

Nicole Youhanna by 6 Years Ago

بقدر ما صُعقنا وتأثّرنا عند مشاهدة كليب "الى كل اللي بحبوني" بقدر ما تأثّرنا في حديثنا مع مخرجة هذا العمل الذي أبكى الآلاف وقلب المقاييس والمشاعر ووجّهها نحو النجمة إليسا...  
لم يكن لدى المخرجة أنجي جمّال أدنى فكرة بأن إليسا كانت مصابة بمرض سرطان الثدي...كما كشفت لنا في مقابلة خاصة مع نواعم، مشيرةً إلى أنها في أحد الأيام تلقّت إتصالاً من إليسا تطلب منها أن تسمع أغنيتها الجديدة "إلى كل اللي بحبوني" وتعاود الإتصال بها مجدداً بعد سماعها، فأحبّت أنجي الأغنية جداً ورسمت فكرة لكليب، ولكن في الحقيقة هي أن إليسا أرادت أن تروي قصة إصابتها بمرض سرطان الثدي وتشارك العالم بوجعها ومعاناتها وقوّتها وتحدّيها وانتصارها على المرض كرسالة أمل وقوّة لكل امرأة في العالم للتغلّب عليه كما وللتنبّه بوجوده وعدم الإستلشاء بإجراء الفحوصات المبكرة لاكتشافه، فجاء كليب "إلى كل اللي بحبوني".


صدمة أنجي

في الوهلة الأولى صُدمت أنجي جمّال وانهارت أعصابها ولم تستوعب الحقيقة، الى أن خفّفت إليسا عن صدمتهاوحزنها وأكّدت لها بأنها شُفيت تماماً وأصبحت بحالة جيدة، ليبدأ مشوار الكليب، فحينها كانت إليسا موجودة في دبي وبدأت أنجي ترسل لها رسائل صوتية بالأسئلة، وقرّرت استخدامها في الفيديو كليب فيما بعد.

بعد الوهلة، شعرت أنجي بمسؤولية كبيرة مستوعبة ثقة إليسا الكبيرة بها فاستأمنتها على قصّتها ووضعتها بين يديها لتوصلها الى الناس.
ولم تنكر أنجي في معرض حديثها أن مخاوفها كانت أكبر من مخاوف إليسا، فالخوف رافقها ولا يزال يرافقها حتى هذه اللحظة، متسائلةً ما إذا كان الناس سيتلقون القصة بطريقة صحيحة ويتقبلونها ويصدّقونها أم أنهم سيشككون في الموضوع ويجرّحون به.


قصّة حقيقيّة بطريقة فنيةّ

كشفت لنا أنجي أن الكليب هو صوت إليسا وأفكارها، وهذه مسؤولية كبيرة على عاتقها، قائلة "الحمدالله أعطيتها أكثر ما عندي وأحببت أن أخبر قصّتها بطريقة فنيّة فيها شكر للأصدقاء، كما هي طلبت، حيث أرادت أن يكون أصدقاؤها الحقيقيون موجودين معها، فهذا أكثر كليب اهتمّت إليسا بتفاصيله لأنه بطبيعة الحال يروي قصتها، وهي راضية جداً عن النتيجة".


الكليب الأقوى

وتتابع أنجي "كان لدي خوف منذ اللحظة الأولى وحتى اللحظة الأخيرة، وقد اختلفت درجات الخوف وأسبابه خاصة في اللحظات الأخيرة قبل إطلاق الكليب، فالناس كانت بانتظاره وبدأت التساؤلات حوله؛ فالناس كانت تنتظر عملاً فنياً ولم يكن لديهم أدنى فكرة ما الذي كان ينتظرهم".
أما الرهبة الأكبر بالنسبة لأنجي، فهو الكم الهائل لتعاطف الناس واحترامهم لإليسا، مشدّدة على أن هذا الأمر وصل من خلال الكليب وهي تفتخر به لأن هذه هي إليسا التي تعرفها..امرأة لها عنفوانها وكبراياؤها، امرأة انظلمت في بعض الأحيان وفي بعض الأوقات لم تكن الناس منصفة بحقها، شاكرةً الله لأن هذا العمل أنصفها وفي الوقت نفسه أخبر قصّتها كما هي أرادت أن تخبرها، وحافظ على صورتها كفنانة مكانها الأول والأخير هو الأضواء حيث تحب إليسا أن يراها العالم فيه وينتظرها.
وردّاً على سؤال إن كانت تتخوّف من ان يصبح هذا العمل الأقوى وتظلم الأعمال الآتية، صرّحت أنجي  "أنا أتعامل مع كل عمل على حدى ذهنياً وعاطفياً، لا أنكر أن هذا العمل خاص جداً وبطريقة ما هو فريد من نوعه، فهذا الموضوع لا يمكن أن ترويه كل يوم، ولكن شاءت الصدفة أن يحدث وشاء القدر أيضاً أن تحب إليسا أن تكشف قصّتها للعلن، فكانت ردة الفعل قوية".
وتابعت "لا أعرف ماذا ينتظرني غداً ولكنني شخص يحب أن يتطوّر وأن يقدّم الأفضل، فقاعدة كل كليب ناجح هو أغنية ناجحة وفي ألبوم إليسا هناك عدّة أعمال جيدة، والأيام ستكشف إن كان سيكون هناك عملاً أقوى، وإن لم يكن ما من مشكلة أصلاً لأنني أريد أن يبقى هذا الكليب الأقوى باعتبار أنه ينقل موضوعاً إنسانياً وقوياً وممكن أن ينقذ حياة الآخرين".


فرصة جديدة

تكشف أنجي جانباً عن شخصية إليسا وتقول "بالرغم من أن إليسا إنسانة لديها لحظات ضعف ووجع، لكنها تميّزت بقوة ارادة وعنفوان وتكبّر على الوضع الذي كانت تمرّ به، وسرّ تخطيها المرض هي تعاملها معه بشكل ايجابي وبطريقة قوية جداً".
أما لحظات الضعف، فالكل شاهدها، وأنا أيضاً لمستها خلال التصوير وما قبل التصوير، وعبر الرسائل الصوتية التي استخدمتها في الكليب، فقد مرّت بلحظات ضعف على الأكيد، ولكن اذا نظرنا الى الصورة الأكبر لما حصل نعلم بأنها انسانة متفائلة جداً وسعيدة جداً لأنها حصلت على فرصة جديدة في الحياة وهذا الأمر واضح، حتى أن الأشخاص المقربين منها لاحظوا أنها تغيرت بعض الشيء وأصبحت شخصاً لديه جانباً رقيقاً جداً.


هل فقدت الأمل؟

تؤكّد أنجي أن إليسا لم تفقد الأمل ولو للحظة واحدة، وحرصت على متابعة حياتها الطبيعية والسفر وإحياء الحفلات رغم سقوطها جسدياً خلال حفلها في دبي، إلا أن هذا لم يسقطها معنوياً الى هذه اللحظة، إليسا اكتشفت المرض في وقت مبكر لذلك لم تصل الى مرحلة فقدان الأمل، الأمر الذي لم يدمّرها بل على العكس أعطاها قوّة وعزم أكبر لتنتهي منه بسرعة، والأهم كان قرارها في رواية  قصتها وبالتالي تشجيع النساء على إجراء الفحوصات السنوية المنتظمة. 


تفاصيل الكليب

أما فيما يخصّ تفاصيل الكليب، فقد حرصت أنجي على أدقّ التفاصيل، من تصميم الرقصات وحركات أيدي الراقصين ليخبروا ما لا يمكن نقله بالكلام، الى الأضواء والزهور، وكل الأمور المتعلقة بالتوعية ضد مرض سرطان الثدي، وكشفت لنا أنجي بأنها استخدمت خلال الكليب الرسائل الصوتية الحقيقية التي أُجريت بينها وبين إليسا من دون علمها لتتفاجأ بها عندما حضرت الكليب لوضع اللمسات الأخيرة قبل إطلاقه، كما كشفت لنا أنجي بأن دموع إليسا في الكليب حقيقية ولم تحتاج لاستعمال دموع اسطناعية في اي من المشاهد.   
وتختم حديثها "وضعت كل ثقلي لتأمين فريق عمل يقدم صورة جميلة تليق بإليسا، ولا يسعني إلا ان أشكر شخصياً كل فرد من أفراد هذا الفريق من المنتج المنفذ ايات البياع الى مدير التصوير ايغور يوكوفيك، شركة Green Beans للإنتاج وغيرهم كل الناس الذي شكلوا دعماً كبيراً لإليسا واوصلوا فكرتها وقصتها، وأنا سعيدة جداً بالنتيجة".
وختمت أنجي حديثها مع موقعنا بأن إليسا تأثرت كثيراً بعد إصدار الكليب وأنها لم تتمكن من قراءة كل الرسائل التي وصلتها، إلا أنها تقدّر كثيراً كل الذين تعاطفوا معها ولم تنصفها بيوم من الايام ولكنهم عبّروا عن حبهم وتقديرهم لها وحتى عن اعتذارهم.

وأخيراً، لا بد إلا أن نقف على إبداع أنجي جمّال وإليسا من الناحية الفنية وأن نهنىء إليسا على سلامتها، متمنّين لها دوام الصحة والتألّق.

 

 

 

 

كلمات مفتاحيّة اليسا،

إضافة التعليقات

.