"نواعم" تتذكّر فريد الأطرش عرّاب الفنّ الجميل

"نواعم" تتذكّر فريد الأطرش عرّاب الفنّ الجميل

Nawa3em by 12 Years Ago

تصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنّان الرّاحل فريد الأطرش المولود في السويداء في سوريا عام 1910 والمتوفى في 26 ديسمبر عام 1974، تاركاً بصمات واضحة في المكتبة الموسيقيّة والغنائيّة العربيّة.

ينتمي فريد الأطرش إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا وهي المنطقة المسمّاة جبل الدروز أيضاً، نسبة لسكانها المنتمين إلى هذه الطائفة.

لديه تسعة أشقاء وشقيقات من والده فهد فرحان إسماعيل الأطرش الذي تزوّج ثلاث مرّات، ووالدته هي الأميرة علياء حسين المنذر، وهي مطربة تمتّعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.

عانى فريد الأطرش من حرمان رؤية والده بسبب اضطراره إلى التّنقل والسّفر منذ طفولته من سوريا إلى القاهرة مع والدته هرباً من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاماً لآراء والده وعائلة الأطرش السّياسيّة وقتالهم ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز في سوريا.

عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان في ظروف معيشيّة أقل من عادية، التحق بإحدى المدارس الفرنسيّة حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته إلى كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيراً، كما درس في مدرسة البطريركيّة للروم الكاثوليك.

نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في الأفراح لأنّ العمل في الأديرة لم يعد يكفي، فوافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب، بعدها التحق فريد بمعهد الموسيقى وفي الوقت نفسه بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة.

بداية التحق بفرقة للعزف على العود، ثم تعرّف إلى بديعة مصابني التي عرّفته إلى مجموعة من الفنّانين لحين أقنعها بالغناء منفرداً ولكن عمله لم يكن يدرّ عليه المال الكثير، إلى أن سجّل أغنيته الأولى "يا ريتني طير لأطير حواليك" فبان اسمه بعدما بات يغنّي في الإذاعة مرّتين في الأسبوع، ولكنّه تعب كثيراً وتعذّب ليصل إلى المرحلة الّتي وصل إليها لاحقاً.

عرف فريد عادات جميلة وأخرى غير مستحبة وأبرزها لعب القمار الذي أدمنه بعد موت شقيقته المطربة أسمهان في حادث سير، ما ترك أثراً عميقاً في قلبه.

تعرّض لذبحة صدريّة وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التّحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلّات، وللخروج من أزمته رأى الأطرش أنّ علاجه الوحيد هو العمل، لكنّه صادف الكثير من الأزمات الصحيّة وتوفي عام 1974 في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبيّة.

عاصر الأطرش الكثير من نجوم العصر الذهبي للفن والسينما العربية، وشارك في العديد من الأفلام السّينمائيّة المصريّة الّتي لعب فيها دور البطولة والّتي أنتجت في الفترة الممتدة بين عامي 1941 و1957. من أشهر أفلامه التي جنى منها أرباحاً طائلة نذكر "حبيب العمر"، "عهد الهوى"، "حكاية العمر"، "ودعت حبك"، "رسالة من امرأة مجهولة"، علماً بأنّها جميعها كانت تعكس شيئاً من حياته وتجاربه الخاصّة.

تعامل الأطرش مع العديد من الشّعراء وغنى من كلماتهم ومنهم أحمد بدرخان، الأخطل الصغير (بشارة الخوري)، بيرم التونسي، توفيق بركات، عبد الجليل وهبة، كامل الشناوي، وغيرهم.

ومن أشهر أغانيه "أحبابنا يا عيني"، "الحياة حلوة"، "أنا وأنت لوحدنا"، "بتأمر عالراس وعالعين"، "دقوا المزاهر"، "علشان مليش غيرك"، "لكتب عوراق الشجر"، "يا ريتني طير لطير حواليك"، "ما قلي وقلتله"، و"يا بو ضحكة جنان".

لحّن لعدد كبير من الفنّانين والفنّانات العرب وأشهرهم أسمهان، تحية كاريوكا، سامية جمال، شادية، فايزة أحمد، صباح، فتحية أحمد، وديع الصافي، عصام رجي، نور الهدى، وردة الجزائريّة، فهد بلّان، سميرة توفيق، فايزة أحمد.

والجدير بالذكر أنّه أوّل فنّان عربي تنشر أعماله عالمياً، وهو حاصل على وسام الاستحاق من مصر، ووسام الخلود من فرنسا، ووسام الأرز اللبناني.

 

كلمات مفتاحيّة فن، فريد الاطرش،

إضافة التعليقات

.