النجمة العالمية الإيطالية مونيكا بيلوتشي لا تزال تبهر الجمهور بما لديها من شَغَفٍ لحب السينما، وتسعى لنيل أدوار جديدة، ولا تعترف بأنّ المرأة إذا بلغت الأربعين فعليها بالتقاعد، حيث ترى أنّ حب السينما والشغف بالنسبة لها لا يتوقف.
العطاء دون مقابل
وخلال حديث لها مع وسائل إعلام فرنسية مُؤَخّراً، على هامش تصوير فيلمها الجديد، تَحَدّث بيلوتشي عن ابنتَيها ديفا (20 عاماً) وليوني (15 عاماً)، لتقول إنّ الهُوِيّة الحقيقية لها هي أنّها والدة لابنتَين تكبران وتبلغان سنّ النضج، وتجعلانها تشعر بأنها كبرت وفهمت معنى العطاء من دون مقابل.
كنت حرة
وأشارت بيلوتشي إلى نعمة الأمومة لتصفها بأنها هبة تدوم العمر كلّه، مؤكدة سعادتها حين تكون ابنتاها سعيدتين، حيث تعتبر نفسها أنها حين أصبحت أماً اكتشفت قوتها وقدرتها اللامحدودة على الحبّ، بل أيضاً القوة التي تحرك الجبال من أماكنها. وفي الوقت عينه، أدركت مونيكا كم هي هشَّة بسبب ذلك الحبّ، لتشدد: «كنتُ حرة قبل أن أصبح أماً، أطيرُ ولا شيء يوقفني»، ولكنها بعد ذلك أصبحت مسؤولة وبالغة الحساسية في كلّ ما يخصّ ابنتيها.
زعيمة «المافيا» في الرياض
النجمة الإيطالية مونيكا التي تجاوز عمرها الفني 35 عاماً في التمثيل، وهي في الـ60 من العمر، لا تزال مطلوبة من المخرجين في فرنسا وإيطاليا لأدوار المرأة الحسناء الغاوية، وأيضاً لأفلام بميزانيات ضخمة من إنتاج «هوليوود»، حيث تستعدّ حالياً لتصوير فيلم «حكايات الليل» من نوع الأكشن مع المخرجة الفرنسية ليا ميسيوس، كما أنها انتهت من تصوير فيلم «7 كلاب»، وهو من نوع التشويق والمغامرات، وتؤدّي فيها دور زعيمة من زعيمات «المافيا»، والذي صورته في العاصمة السعودية الرياض.
أرحب بالعمل مع مبتدئين
هل تخشى العمل مع مخرجين لهم تجارب فنية بسيطة؟ فاجأت بيلوتشي الجميع لتقول إنها ترى ضرورة أن يعمل الممثل مع مخرجين مبتدئين، لأن هذا يدفعها للبحث دائماً عن موضوعات جديدة تشحنها بالنشاط وتُغذّي حبّها للمهنة.
وتوضح مونيكا: «لا أريد السقوط في الفخّ الرهيب الذي يجعل الممثلة تشعر بأنّها انتهت مع بلوغها سنّ الأربعين، وأنّ ما فات أحسن مما هو آتٍ. فتلك هي بداية النهاية للفنان. لهذا، فإنّ تفاعلي مع مخرجين جدد يمنحني زوايا نظر مختلفة ومتطوّرة، وفي المقابل أمنحهم خبرتي. العمل مع الشباب يجري بوتيرة متسارعة، فأشعر أحياناً بأنهم يتجاوزونني. وهذا أمر إيجابي؛ لأنه يُخرجني من منطقة الأمان المعتاد، ويحرّضني على مزيد من الحيوية».
لا أشعر بأني أيقونة
وهل شعورها بأنّها نجمة عالمية يدفعها للتمهل قليلاً أو الغرور، أكدت أنها لا تشعر بأنّها أيقونة، بل هي ممثلة؛ معتبرة المهنة تفرض أحياناً أن تضع مسافة بين كونها فنانة وبين حياتها بكونها امرأة، مشيرة إلى أنها عند التمثيل تدخل الممثلة في نوع من التنويم المغناطيسي، وتنسى كل شيء خلال تصوير لقطة أو مشهد، بل إنّها لا تشعر بالبرد أو الحرّ. لكن ذلك لا يُشكّل سوى أجزاء من الهوية الحقيقية.
عملت بالموضة في سن الـ19
وتَحَدّثت بيلوتشي عن نَشأَتها ودخولها التمثيل والاستمرار فيه لتقول إنّ طفولتها كانت في ريف مدينة بيروس حيث ولدت، ثم وجدت نفسها تنجذب للصور بشكل تعجز عن تفسيره؛ إذ إنّها لم تولد في أسرة فنانين، لكن مخيّلتها كانت تحتاج دائماً للتحليق، وتروي ظمأها للرسم ومشاهدة الصور والأفلام. ثم في سنّ الـ19، بدأت مونيكا العمل في عرض الأزياء بموازاة دراستها. وكان من حظّها أنّ للمهنة علاقة بالمصوّرين الذين كانت تتابعهم، أمثال بروس فيبر، وريتشارد أفيدون، وهلموت نيوتن.
صوفيا لورين مثلي الأعلى
وعن مثلها الأعلى وقدوتها التي حلمت يوماً ما في بداياتها أن تصير مثلها فتذكر مونيكا أن نجمات إيطاليات كن بالدرجة الأولى في المرتبة الأعلى مثل: صوفيا لورين، وآنا مانياني، ومونيكا فيتي، وجولييتا ماسينا زوجة المخرج فيليني. وبفضلهنّ وجدت عارضة الأزياء الجميلة طريقها نحو السينما، وتعلّمت مفردات التمثيل، ثم اكتشفت بعد ذلك السينما الفرنسية والأميركية.
يشار إلى أن مونيكا بيلوتشي ظهرت في مهرجان البندقية الأخير، وكانت يداً بيد مع المنتج والمخرج الأميركي تيم بيرتون؛ إذ إنه شريك حياتها منذ 3 سنوات، وهما يعيشان متنقّلَين ما بين لندن، مقر بيرتون، وباريس حيث تقيم الممثلة التي كانت مرتبطة سابقاً بالنجم الفرنسي فنسان كاسيل، والد ابنتَيها ديفا (20 عاماً) وليوني (15 عاماً). كما أنّ النجمة الإيطالية متعاقدة مع دار باريسية كبرى للمجوهرات لتكون سفيرة لها.