في السنوات الأخيرة، أثبتت النجمة ريهام عبد الغفور أنّها واحدة من أبرز نجمات جيلها وأكثرهن حضوراً على الشاشة، بفضل اختياراتها الدقيقة وقدرتها على تجسيد شخصيات متباينة بصدق وعمق. غير أنّ نجاحها المهني لم يشفع لها أمام بعض حملات التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، التي طالت ملامحها الطبيعية وظهور التجاعيد مع تقدمها في العمر.

التنمر الذي أوجع القلب

خلال ظهورها في برنامج «صاحبة السعادة» عبر قناة DMC، فتحت ريهام قلبها لتكشف عن الجانب الإنساني في هذه التجربة؛ حيث قالت بصراحة إنّها لم تكن تلتفت إلى ملامحها أو التغيرات التي قد تطرأ عليها، لكنّ كثرة التعليقات السلبية جَعلتها تُلاحِظ التّفاصيل التي لم تَكن تعنيها من قبل. وأضافت: «لو قلت إنّني لم أَتَأَثّر بهذه الانتقادات سأكون كاذبة».

التجميل بين القبول والرفض

ورغم إيمانها بأنّ عمليات التجميل حق شخصي لكل إنسان، فإنّ ريهام أوضحت أنّها لا تَلجَأ إليها كثيراً بسبب خَوفها من الإبر والألم، مكتفية بتجارب محدودة مع حقن البوتوكس، كانت تتوجس فيها من أن يُؤَثّر ذلك على مرونتها التمثيلية ويقيد تعبيرات وجهها، وهو ما تعتبره رأس مالها في المهنة.

الأمومة في قلب الأزمة

الأمومة أيضاً كان لها دور في هذه المواجهة. ريهام تحدثت عن ردها على أحد المتابعين الذي وصفها بأنها تبدو أكبر سناً، مؤكدة أن دافعها لم يكن ذاتياً بقدر ما كان خوفاً على ابنها الذي عبّر عن قلقه من فكرة تقدّمها في العمر ورحيلها. لحظة إنسانية صادقة جعلتها أقرب إلى الجمهور، الذي رَأَى فيها نموذجاً للفنانة والأم التي لا تنفصل حياتها الشخصية عن همومها اليومية.

كتالوج

أمّا فنياً، فقد واصلت ريهام تقديم أعمال مميزة رسّخت حضورها في الدراما المصرية. كان آخرها مسلسل «كتالوج» مع محمد فراج وسماح أنور وتارا عماد وخالد كمال، من تأليف أيمن وتار وإخراج وليد الحلفاوي، وهو العمل الذي حظي بترحيب نقدي وجماهيري واسع، مؤكداً مكانتها كواحدة من الممثلات القادرات على الموازنة بين القيمة الفنية والجاذبية الجماهيرية.

وأخيراً في مواجهة الانتقادات، لا تكتفي ريهام عبد الغفور بالصمت أو التجاهل، بل تقدم نموذجاً لامرأة قوية، صادقة مع نفسها، تعرف أنّ جمال الفنان الحقيقي يكمن في أدائه، وجرأته، وصدقه مع جمهوره.