وفاة نيلسون مانديلا بطل النضال ضد الفصل العنصري

وفاة نيلسون مانديلا بطل النضال ضد الفصل العنصري

Nawa3em by 11 Years Ago

تُوفي الزعيم الوطني الأفريقي، نيلسون مانديلا، الذي تمكّن بفضل شجاعته وقيادته من كسر أسوار التمييز العنصري وحوّل جنوب أفريقيا إلى بلد ديمقراطي متعدّد الأعراق.

وُلد مانديلا عام 1918 لأب زعيم قبيلة في منطقة إيسترن كيب في جنوب أفريقيا، وأصبح محاميًا وافتتح مكتب محاماة مع أوليفر تامبو، الذي كان يرأس قبله المؤتمر الوطني الأفريقي، وقاد الاثنان حملات مناهضة لنظام التفرقة العنصرية الذي كانت تسيطر فيه الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا على الجيش والاقتصاد، وانتهكت بمقتضاه حقوق الإنسان وسحقت طموحات الأقلية السوداء.

وفي عام 1965 كان مانديلا من بين 156 ناشطًا سياسيًا وجّهت لهم اتهامات بالخيانة العظمى، واستمرّت محاكمته أكثر من أربعة أعوام قبل إسقاطها عنه في النهاية.

ومع الوقت زادت مقاومة السود، وأصبحت القوانين التي صدرت لتحديد الأماكن التي يمكنهم العمل والعيش فيها، موضع غضب الأغلبية السوداء، بينما كان مانديلا يعمل في الخفاء وينظم المزيد من الإضرابات والتظاهرات. فنجح بفضل شجاعته في تحطيم معقل التمييز العنصري.

لكن اضطر المؤتمر الوطني الأفريقي لتغيير استراتيجيته بعد مذبحة شاربفيل عام 1960 التي قُتل فيها 69 شخصًا عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين من السود، وحُظر المؤتمر الوطني الأفريقي وتوارى مانديلا عن الأنظار وأصبحت المقاومة السلمية شيئًا من الماضي، ونظّم مانديلا حملة تخريب على اقتصاد البلاد لكنه اعتُقل بعد ذلك واتُهم بالتآمر لإطاحة نظام الحكم.

دافع مانديلا عن نفسه، في مرافعته قائلًا: "لقد تمسكت بمبدأ إقامة مجتمع ديمقراطي وحرّ يعيش فيه الجميع في انسجام وبفرص متساوية. إنه مبدأ أتمنى أن أعيش من أجل تحقيقه وأنا على استعداد للموت من أجله إذا لزم الأمر". وأودع مانديلا بعد الحكم عليه السجن مدى الحياة في سجن بجزيرة روبن، خاضع لحراسة مشددة، في خليج تيبل قبالة ساحل كيب تاون الذي تحوّل لاحقًا إلى معلم سياحي.

بدأت حملة دولية للإفراج عن مانديلا مع تشديد الحكومات للعقوبات المفروضة على جنوب أفريقيا التي عزلت البلاد عن العالم الخارجي. وأعلن دي كليرك عام 1990 رفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والإفراج عن مانديلا في فبراير شباط من نفس العام بعد 27 عامًا أمضاها وراء القضبان. وآتت الضغوط العالمية أُكُلها ولاحت فرص إقامة نظام سياسي جديد في جنوب أفريقيا.

لكن الأمل سرعان ما تحوّل الى يأس، إذ أدّى اندلاع العنف في الأحياء إلى قتال بين السود، واتُهمت قوات الأمن في جنوب أفريقيا بالضلوع في العنف من أجل الإساءة الى موقف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي هذه الاثناء ناشد مانديلا شعب بلاده مرارًا الجنوح إلى السلم، لكن دعوته لم تلق الآذان الصاغية. وأدرك المؤتمر الوطني والحكومة أن أيًا منهما لا يملك الدعم الكافي لفرض إرادته على جنوب أفريقيا، فاتفق نلسون مانديلا ورئيس جنوب أفريقيا آنذاك فريديريك دي كليرك على إبرام صفقة لتقاسم السلطة حتى إقامة انتخابات بموجب دستور جديد. في عام 1993 مُنح مانديلا جائزة نوبل للسلام مناصفة مع ديكليرك على جهودهما من أجل التقريب بين أعراق جنوب أفريقيا ومن أجل إحلال السلم في البلاد.

وأسفرت أول انتخابات متعدّدة الأعراق تجري في جنوب أفريقيا عام 1994 عن انتصار ساحق لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح مانديلا في العاشر من مايو أيار 1994 أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.

وذاق الملايين طعم الديمقراطية لأول مرة. وفي ديسمبر كانون الأول 1997 تنحّى مانديلا عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي لخليفته ثابو مبيكي، الذي كان يقود البلاد من الناحية العملية.

أنجب مانديلا أربعة أبناء من زوجته الأولى، تُوفي منهم اثنان قبل أن ينجب اثنين آخرين من زوجته الثانية ويني، وانتهى زواج مانديلا من ويني بعد اتهامها بالخطف والضلوع في اعتداء، وهي التي أمضت سنوات في حشد التأييد للإفراج عن زوجها حتى أطلق عليها لقب "أم الأمة". وبعد انفصالهما وطلاقهما في النهاية تزوج مانديلا وهو في الثمانين من عمره من جاركا ماشيل أرملة الرئيس الموزمبيقي الراحل.

تميّز بأسلوب لباسه وقمصانه التي شكّلت موضة اتبعها الكثيرون من معجبيه والمتأثرين به.

إضافة التعليقات

.