انتظرنا طويلاً لكي نحكم على نجومٍ كثر حوّلوا مسارهم ودخلوا دوّامة الدراما من أعمال تراجيديّة أو كوميديّة، من بينهم الفنان إيوان الذي عرفه الجمهور ممثلاً في فيلم "ليلة زفاف"، ميشال قزّي في مسلسل "ذكرى"، ميسم نحاس في "تقريباً قصّة حب"، هيفا في "دكانة شحاتة" وغيرهم، منهم من سجّل نجاحات تذكر وبات حديث الجمهور، فيما البعض الآخر كانت إطلالته "مسلوقة" ولم تلقَ أي نجاح لدى الجمهور.

وفي ظل تضاؤل القدرات الإنتاجية الفنية، يلجأ الفنانون إلى تقديم أعمال تمثيلية تقرّب المسافة بينهم وبين الجمهور، إذ يتابعونهم لفترات متواصلة وعبر عدّة أقنية، ما يعزّز وجودهم على الساحة ويسلّط الأضواء عليهم أكثر.

وآخر النجوم الذين سيخلعون عباءة الغناء ويتّجهون إلى التمثيل، الفنانان صابر الرباعي وأيمن زبيب. فقد تردّد لـ"نواعم" خلال وجودها في حفل توقيع ألبوم الرباعي الأخير في تونس، أنّه أعلن خوضه لتجربة التمثيل في عمل درامي قد يكون شريطاً سينمائيّاً أو مسلسلاً لكن بشرط أن تعجبه الشخصية، فلا يرغب أن تكون إطلالته مملّة أو روتينيّة، وهو اليوم يدرس عروضاً متعدّدة تلقّاها، يرى أنّها ستضيف فعلاً إلى مسيرته.

أمّا الفنان أيمن زبيب، الذي تلقّى عروضاً تمثيليّة عديدة، آخرها كان في مسلسل لبناني، فقد لمّح خلال استضافته في برنامج What’s Up أخيراً، قائلاً "كلّ شي بوقتو حلو"، وكان يغمز إلى أنّ المسلسل قد يكون "يُطبخ" على نار هادئة حتّى تشكّل إطلالته مفاجأة للجمهور والمحبّين الذين عرفوا أيمن الفنان الرومانسيّ الحالم والذي يميل في طباعه إلى الهدوء والسكينة.

فهل يكون اختراق أيمن وصابر للساحة الدرامية بمثابة كسر للروتين السائد حول تقديم الفنانين أدوار بطوليّة في أعمال أقلّ من عاديّة؟ وإذا خضنا في التحليل أكثر وأكثر، فما الذي دفع الرباعي إلى قبول العروض التمثيلية هو الذي يشكّل في كيانه الفني امتداداً لزمن العمالقة في عصرنا هذا؟ ومن الذي "شدّ على يد أيمن" وهو المقلّ في أعماله وإطلالاته الإعلامية والفنية؟