تنفرد نواعم بنشر تفاصيل الحوار الذي أجراه الزميل عدنان الكاتب، مدير تحرير مجلّة «هي»، والذي إعتدنا على حواراته الشائقة والمميّزة، مع الإعلامية زينة يازجي التي إستقالت من قناة «العربية» وتطلّ من جديد على جمهورها عبر قناة «دبي». في مقدّمة حديثه، عرّف الكاتب باليازجي ووصفها بالإعلامية الواثقة بنفسها وقد أدهشته وأسعدته. عن إستقالتها وعودتها إلى الشاشة، عن حياتها الشخصية، أفكارها وأمور كثيرة تحدّثت اليازجي إلى عدنان الكاتب، في حوارٍ شفاف تنقله إليكنّ نواعم والتي تجمعها صداقة وطيدة بالقيمين على مجلّة «هي»، حصريّاً بين المواقع والبوابات الإلكترونيّة.
حدثينا بداية عنك: بماذا تفكرين حالياً؟ وما الذي يشغل بالك؟ وكيف تقضين وقتك وتتفاعلين مع ما تتناقله عنك المواقع الإلكترونية؟
أنا حالياً أعد لبرنامج ضخم على فضائية دبي، يشغل كل وقتي وطاقتي. أشعر بالحماس لبدء مشروع جديد.. برنامج جديد بدأ فريقه الالتحاق بالعمل. الأفكار تتبلور، والخطط توضع، وكأنني أبني بيتي حجراً حجراً.
الأشهر الماضية كانت صعبة بكل المعايير، على الأمم و الشعوب، وعلى حياة كل إنسان عربي، ومنهم أنا. لكنني أؤمن بأن الإنسان يجب ألا يستسلم في معركته مع القدر والظروف الخارجة عن تخطيطه. عليه أن يتكيف ويبني مستقبله من جديد، وكأنه ولد من جديد. وهذا عصر الولادات الجديدة بالفعل.
ما سبب وكيفية انتقالك من العمل في “العربية” إلى تلفزيون دبي؟ وما الفرق بين العملين؟
مع ما يحصل في الشارع العربي، كان لا بد لي من اتخاذ قرار يتيح لي العمل بحرية من دون ضغط انفعالي أو منظم من قبل الشارع أو طبيعة العمل. أنا اليوم أخرج من نشرة الأخبار إلى البرامج الحوارية، من علبة ثمينة ولكن صغيرة يحكمها الوقت، إلى ميدان حواري يسمح له الوقت وطبيعته بأن يصل إلى كل وجهات النظر ويختبرها، ويكشفها أمام الشارع العربي. نحن بحاجة إلى وقت لاستيعاب ما يجري في دولنا العربية، لدراسة خياراتنا بتأنٍ ووضوح. وقد عاهدت نفسي أن تكون تلك رسالتي الإعلامية في هذه الفترة.
هل تأقلمت بسرعة مع عملك الجديد؟ ومن ساعدك؟ وممن يتألف الطاقم الذي يعمل معك؟
تلفزيون دبي يختلف عن “العربية”. الأول تلفزيون منوع والثاني إخباري. الأول أدواته واهتماماته متنوعة، والثاني مركّز أكثر على الخبر السريع الآني.
“مؤسسة دبي للإعلام” ذات فروع متعددة وطويلة العمر، أما “العربية”، فهي مركزية أكثر وعبارة عن مشروع واحد.
التأقلم مع آلية العمل تأخذ وقتاً، بطبيعة الحال، أنا معتادة على إيقاع سريع في التحضير والعمل. ولكن الدعم الذي أتلقاه من الإدارة العليا في “مؤسسة دبي للإعلام” يذلل كل المصاعب. وهذا الدعم مرده قرار “مؤسسة دبي للإعلام” دخول المنافسة في البرامج السياسية من الباب العريض.
فريق العمل كله فريق مختص بالشؤون السياسية. حرصت على أن يكون من أفضل الناس في هذا المجال، كما حرصت على أن يمثل الشارع العربي بكل جنسياته، والأهم أن يكون من الجيل الشاب المفعم بثورة العصر الجديد، التقنية والفكرية والحياتية.
بماذا يختلف برنامجك عن البرامج الكثيرة التي تغص بها الفضائيات العربية؟
برنامجي يستمع لكل الناس في الشارع العربي، يراقب نبضهم ويستمزج أفكارهم. لا يحصرهم بموالاة أو معارضة لجهة أو فكرة سياسية. يجعلهم الحكم. يخرجهم من سجون الممنوع إلى ميادين الحوار، من صفحات الانعزال إلى طاولة النقاش. أدواتي شبابية وأفكاري كذلك. أنا لا أخاطب أي نخبة، لا سياسية ولا اقتصادية، ولست في الوقت نفسه برنامجاً يسلي ولا يُُغني. برنامجي هو الشارع، الذي أُثبت أنه لم يكن غائباً عن السياسة وهموم المجتمع، وإنما مغيب من قبل الإعلام التقليدي والحكام التقليديين. اكتشفت أن العيب فينا كإعلام، وليس في الجيل الجديد الذي كنا نقول عنه “فاضي ولاهي”.
كيف تقيمين تجربتك مع “العربية”؟ وهل تتواصلين مع من فيها من أصدقاء وزملاء؟ وإلى من وماذا تشتاقين فيها؟
“العربية” جزء مهم مني، ولكنها ليست كلي. أصدقائي في دبي معظمهم أصدقاء “العربية”، وزملائي فيها شكلوا جزءاً من حياتي الاجتماعية والأسرية. هم مهنيون ومفعمون بالإصرار والطاقة، أتواصل معهم بشكل دائم، وبعضهم انضم إلي في فريق البرنامج الجديد على تلفزيون دبي. أتطلع اليوم إلى تكوين مثل هذه الصلات الطيبة مع زملائي الجدد في تلفزيون دبي.
التقيت الكثير من الزعماء والشخصيات المهمة، مَن منها ترك أثراً في نفسك؟ وهل من مواقف محددة حدثت عند ترتيبك للقاءات معها؟
معظم الشخصيات السياسية متعبة في التحضير للقاء بدءاً بالموافقة، إلى الالتزام من قبلهم بالموعد، إلى صعوبة إقناعهم بالأسئلة، ثم أخذ أكبر قدر ممكن من وقتهم. معظم القادة العرب يعطون الأولوية للصحافة الغربية، وهذا ظلم وخطأ برأي، لأننا نحن الصحافة العربية جسرهم إلى شعبهم، الذي أثبت أهمية إرضائه أكثر من إرضاء أي أحد وأي جهة خارجية.
ما المصاعب التي واجهتها في مشوارك عملياً واجتماعياً؟ وما مدى الدعم الذي تلقيته وممن؟ وأين ترين المحطات الرئيسة في حياتك على المستوى الشخصي، والعلمي، والعملي؟
أنا أعمل في مجال المنافسة فيه عالية، وكلما صعدت نحو الأعلى اشتدت الريح. أصعب لحظاته هي لحظة الفشل أو الخسارة. ترانا في هذا المجال نحسب كل خطوة و نقيمها، نتجنب المنافسة الرخيصة والصعود السريع، وفي الوقت نفسه نتمسك بأي فرصة أو فكرة نعتقدها مفيدة لنا، وقد لا تكون. أعتقد حتى الساعة أن أكبر دعم هو أسرتي وكل الماضي المستقر والمحب الذي عشته في كنف بيت الأهل. لقد خلقوا لدي الحلم، وأعطوني الأدوات لتحقيقه، ومازالوا ملجئي في اللحظات العصيبة، كباراً وصغاراً. عابد ساعدني على الخروج من تقليدية “بنت البيت”. أولادي، ليونا وتيم، اليوم يعطونني سبباً لعدم الاستسلام مهما كان. دائماً أشعر بأن هناك من يحرسني من السماء.
بحكم تعاملك المباشر مع الرجل العربي والأجنبي.. ما رأيك في كل منهما وبطريقة تعاملهما مع المرأة؟
أحب الرجل الغربي صديقاً، ولكن الشرقي حبيباً.
السؤال عن الرجل وتعامله مع المرأة يقودنا إلى سؤال أهم: كيف هي حياتك مع النجم عابد فهد، الزوج والأب والرجل والصديق؟ وما محاسنه وعيوبه؟ ومتى تختلفان؟ وكيف تتصالحان؟
في هذا الشهر عيد زواجنا التاسع أنا وعابد، وحتى اليوم لم نستقر بعد، كل يوم جديد بالنسبة لنا. صعب أن نحافظ على روتين المنزل بسبب عمله وسفره، وبسبب عملي وسفري، مخططاتنا دائماً متغيرة ومفاجئة. بالنسبة لي، كل يوم مغامرة مع عابد. كأننا في قارب يبحر باستمرار في كل الظروف الجيدة والسيئة.
للمزيد عن مجلّة هي، زوروا موقعها الإلكترونيّ:
www.hiamag.com