خروج الممثل التونسي معز التومي في عاشرة حلقات "ديو المشاهير" المباشرة، لم يكن مقنعاً لبعض متابعي البرنامج، فهو صاحب الخامة الجميلة التي أشادت بها لجنة التحكيم في الحلقات السابقة، قدّم أغنية ولوحةً استعراضية لا تليقان بنوعية صوته وحتى الـ"كاراكتير" وحضوره المسرحي.
"ضربة حظ" للبرنامج
للموسيقي أسامة الرحباني نظرةٌ صحيحة في هذا الصدد، إذ رأى أنّ "سحر الشرق"، لم تكن مناسبةً لمعزّ الذي اعتاد عليه الجمهور أن يكون في قمّة الرومانسية والانسجام في الأغنيات التي سبق أن أدّاها على المسرح، إلّا أنّ لعبة الخروج والبقاء في هذه المسابقات تعتمد على عوامل عديدة، أبرزها النجومية والـflexibility في تقديم موادّ للتقارير والقصص التي تحتويها الحلقات.
ولعلّ "الضرب الموفّق" للبرنامج، هو تقديم سلسلة تقارير خفيفة بين الممثلين رولا شامية و طوني عيسى، إذ إنّهما يُجسّدان قصّة حب في كواليس "ديو المشاهير"، تشهد تدخّلات و"إيفيهات" من عضو لجنة التحكيم طارق أبو جودة وبعض المشاهير المشاركين، لتكون فعلاً مادةً مسلّية إلى جانب الغناء في سياق الحلقات.
نجومية وائل ورويدا في "اللايف"
ضيفا الحلقة النجمان وائل جسار و رويدا عطية، كان حضورهما محبّباً على الشاشة، وبإمكاننا القول إنّ هذه الإطلالة، أوفت جسّار حقّه في الظهور الإعلامي والأداء الغنائي المتقن الذي يتميّز به عن أبناء جيله من النجوم، لا سيّما على صعيد الغناء اللايف، وقد عوّض بذلك غيابه عن جمهوره "العتبان عليه" في لبنان بسبب كثرة أسفاره واتجاهه للون المصري في إنتاجات غزيرة.
أمّا رويدا فقدّمت ثلاث أغنيات على المسرح، وكانت "لوكاتها" جميلةً جدّاً، وببساطة أتمّت مهمّة وائل جسار في لعبة المباشر، ليكون أداؤها لأغنية "بتونّس بيك" محطّ انتقاد لجمهور السوشيال ميديا، فانقسم بين مؤيدٍ له ومعارض.
ضحكة "ملغومة" مع أسامة
ولانتقادات أسامة الرحباني طعمٌ آخر في "ديو المشاهير"، فهو من يتبع مبدأ "الضحك التطهيري" (Cathartic Laughter) الذي من شأنه التعليق على بعض الأخطاء بطريقة مضحكة فتعلق في ذهن الجميع ولا سيّما المشاهير الذي يتفادون القيام بها من جديد، وهو أسلوب يعتمده المسرحيّون لوضع "الإصبع على الجرح"، ولا بدّ من اعتماده في هذا البرنامج الذي يعتمد على العفوية والضحكة – الملغومة مع الرحباني – والرسائل الإنسانية.
تطوّر أداء المشاهير
ستة مشاهير قدّموا أفضل ما لديهم خلال الحلقة، وقد لمع نجم رولا شامية كالعادة وكذلك شكران مرتجى التي تفوّقت بإحساسها على صاحبة أغنية "الرقصة الأولى"، فيما لا يزال وسام صليبا مكانك راوح، أمّا طوني عيسى، فرغم محافظته على نفس المستوى العالي الاحترافي، بقي ذكيّاً في الخيارات الغنائية والأساليب التي يُقدّمها على المسرح، فعقب خروجه تكون في رصيده مجموعة أغنيات منوّعة مباشرة تخوّله أن يكون اختياره لأغنيته الخاصة الأولى متقناً.