كعادة سوق الكاسيت دائماً ما توضع ألبومات النجوم في مقارنة، وأبرزهم عمرو دياب و تامر حسني، لتُرصد نسب الاستماع ومبيعات كل منهم، وبعدما تقلصت فكرة شراء النسخ الأصلية من الألبومات، أصبح موزعو الكاسيت يتهرّبون من التصريح بالأرقام الحقيقية سواء في المبيعات أو حتى نسخ الطبعات.
مشاكل تقنيّة
وبمتابعة ما حدث في سوق الكاسيت لألبومي دياب وتامر، بيّنت الأرقام أن ألبوم عمرو دياب "أحلى وأحلى" الذي طرح يوم 25 أبريل الماضي أربكته العديد من المشكلات، أولاها عدم وجود الألبوم بكثافة في الأيام العشرين الأولى لطرحه بعدما اهتم دياب بوجود الألبوم في فيرجن ميغا ستورز ومنافذ بيع on the run على حساب منافذ توزيع الكاسيت الأخرى.
وهو ما فتح المجال أمام النسخ المزيفة للظهور في الأسواق بقوة، وحاول عمرو تفادي ذلك بوضع أكشاك تحمل اسم شركة ناي المنتجة للألبوم في الميادين، لكن كان ذلك بعد فوات الأوان، ثانياً تضارب أسعار الـCD في الأسواق، أحدث ضجة وحالة من الاشمئزاز لدى الجمهور، وطُرح الألبوم في منافذ إحدى شركات المحمول ذات العلامة الحمراء بسعر 35 جنيهاً للسي دي فيما كان يباع بسعر 45 جنيهاً في باقي المنافذ.
بالإضافة إلى أنه كان هناك خطأ تقني في السي دي يجعله لا يعمل في الكثير من السيّارات، وهو ما جعل المستهلكين يستبدلون النسخ أكثر من مرة من منافذ البيع وفي النهاية يضطرّون لاستخدام نسخ "مضروبة" لأنها تعمل بكفاءة أفضل من الأصلية، وهو العيب الذي لم يتداركه عمرو في الطبعات التالية ولا حتى في النسخة الصيفية التي أصدرها في عيد الفطر المبارك.
فشل في التوزيع الخارجي
ورغم خروج عمرو من سطوة روتانا بسلام، وإصدار ألبومه الأول مع شركة "ناي فور ميديا"، فشل الألبوم في التوزيع الخارجي فلم يستطع دياب توزيع الألبوم في البلدان العربية المختلفة وخاصة في دبي والسعودية، وهو ما نتج عنه اضطراره لشحن عدد قليل جداً من النسخ على نفقته لتُوزَّع في الخارج، وللأسف لم تسدّ حتى 10% من احتياج السوق العربي وهو ما كانت تتكفل به روتانا من قبل.
أما النسخة الصيفية التي أصدرها في عيد الفطر والتي تضم نفس أغنيات الألبوم، بتوزيعات جديدة remix فلم تحقق أيّ مبيعات تذكر حتى إن بعض موزعي الكاسيت نفوا علمهم تماماً بطرح هذه النسخة، وهو ما رسم علامة تعجب إذا كان العاملون بالصناعة ذاتها لا يعرفون شيئاً عنها فما هي حال المستهلكين، لتصبح الاستفادة الوحيدة من هذا الإصدار هي تغيير شكل الغلاف لآخر صيفي بديلاً من الغلاف الأسود بملابس الشتاء والجاكيت الجلد السوداء التي لا تليق بألبوم صيفي.
التسريب لم يؤثر على المبيعات
أما عن ألبوم تامر حسني "عمري ابتدا"، فرغم تسريبه دُعم بحملة إعلانية ضخمة عوضته كثيراً، وجاءت مبيعات الألبوم عالية جداً، وأكثر من توقعات الشركة حتى إن الطبعة الأولى نفدت والثانية على وشك النفاد وتستعد الشركة لطرح الطبعة الثالثة في الأسواق خلال الأيام القليلة المقبلة، وكل ذلك في أسبوعين فقط، وهي فترة طرح الألبوم في السوق رسمياً.
كذلك كان توزيع الألبوم في الدول العربية جيداً، وإن كان ألبوم تامر ظُلم بسبب التسريب، فسياسة روتانا المتخبطة في عدم التعاقد مع وكيل دائم في مصر أدّت أيضاً لانكماش عدد النسخ المطبوعة لأن وكيل روتانا في مصر يتغيّر باستمرار وهو ما يفسّر تقليل النسخ بالطبعات.
ولعل ما أثر إيجاباً على مبيعات ألبوم تامر، هو انفراده بسوق الكاسيت وعدم وجود منافس له في موسم العيد إلى جانب جودة أغنيات الألبوم وتعاونه مع نخبة من أهم الأسماء من الشعراء والملحنين والموزعين وهو ما جعل الألبوم يترك بصمة قوية عند الجمهور عند تسريبه.