على الرغم من أنّ كثيرين يختلفون على أهمية العلاقة الحميمة بين الزوجين خلال الحمل وعلى تأثيرها. ولكن لا شكّ في أنّ هذا الشقّ من حياة أيّ زوجين سيتغير بعد الحمل، في ظل التغيرات الكثيرة التي تحصل عادة وتسبب حالة من انعدام الاستقرار. 

الفصل الأول من الحمل: انقلاب في حياة الزوجين 

أولاً، يعيش الزوجان فرحة انتظار المولود القادم في نشوة مؤقتة، يعودان بعدها إلى أرض الواقع. غالباً ما تبدأ النساء بحياة الأمومة منذ أشهر الحمل الأولى، ولكن الآباء لا يعرفون الأبوة إلا بعد ولادة الطفل. هذا الاختلاف يشكل هوّة بين الطرفين، يجب ردمها للاستمرار كزوجين متحابّين والاستمتاع بانتظار الصغير معاً. 
كما يمكن للمرأة أن تمرّ بحالة من النرجسية الانعزالية. فمع التغيرات الجسدية الكبيرة التي تمر بها، تصبح أقلّ استجابة لأيّ احتكاك قد يبدر من قبل زوجها. بالإضافة إلى النعاس والتعب وتورّم ثدييها، كل هذه العوامل مجتمعة لن تجعلها ترغب بالتواصل الحميم مع زوجها. 

الفصل الثاني: أفضل للزوجين

مع الوقت، تستقر المشيمة وتأخذ مكانها، وتبدأ بدفع الجسم إلى إفراز الهورمونات الضرورية للجسم، وللتناغم مع الحمل. الآلام تختفي تدريجياً، ويقل الغثيان والتقيؤ. كما أن الفصل الثاني من الحمل يحمل للأم المزيد من الجمال والتألق، وتصبح أكثر ثقة بحملها، ما يسهل أمر التواصل الحميم مع الزوج.
ولكن في الشهر الخامس تقريباً، تبدأ حركة الطفل بالبروز أكثر، ويتكون لدى الأم والأب خوف من إيذائه، لأنهما منذ هذا الوقت يبدآن باعتباره حقيقة موجودة. 

الفصل الثالث: بين الإيجابي والسلبي

تعتبر هذه الفترة حسّاسة، فالوالدة لم تعد تشعر بأمان تامّ، وتصبح العلاقة الحميمة حتى في حال الرغبة بها صعبة ومتعبة. ومع اقتراب موعد الولادة، يبدأ الشعور بالقلق بالازدياد، فيطغى على أي أحاسيس ورغبات أخرى وتحديداً خلال الشهر الثامن، الذي يحمل الخطر الأكبر بالولادة المبكرة. 

الحديث عن الحميمية خلال الحمل

مع كل ما تمرّ به المرأة خلال حملها، تصبح العلاقة الحميمة من اهتماماتها الثانوية. من هنا، يجب على الطرفين الاعتماد على الحوار والصراحة في ما يتعلق بهذا الشقّ من حياتهما. يجب على الزوج أن يكون صريحاً برغباته ولكن دون أن يجرح زوجته التي يجب بدورها أن تشرح لشريكها ما تمر به جسدياً وعاطفياً ليتوصّلا إلى تفاهم متبادل.