
نسمع كثيرا ممن حولنا أنه يعيش في منطقة الراحة وأنه سعيد بتلك المنطقة، فهي تجلب له الطمأنينة والسعادة. ولكن هل فكرت يوماً ما المقصود بتلك المنطقة وما هي فوائدها او حتى مخاطرها.
منطقة الراحة Comfort Zone
هي منطقة وهمية، تستخدم بشكل مجازي للدلالة على حالة نفسية يعيشها الشخص حيث يشعر بالسعادة وبراحة كبيرة وطمأنينة وحالة من الرضا الكبير عن نفسه وشخصيته والظروف التي يمر بها، والأشخاص من حوله. وينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يولد لدى الشخص شعورا غير واقعي بالأمان، وفي الوقت نفسه يحد من قدرته على التقدم والإبداع.
يجد آخرون أن منطقة الراحة تشير دائما إلى من يختار أن يعيش بالقرب من الأهل والأصدقاء بلا توتر وضغوط، فيقل احتكاكه بالعالم الخارجي، ومن ثم يتأثر سلبيا دون أن يدرك، في الوقت الذي يظن فيه أنه هكذا بمنأى عن كل المخاطر المحيطة، ما قد يسبب له الاكتئاب.
ويشير بعض الخبراء الى أن هذه المنطقة تعني انحيازنا وميلنا للقيام بما هو سهل، ومُريح، ومألوف، مع عدم وجود نية للتوقُّفِ عن الدوران في دائرة غير منتجة وغير مهمة، أو بدء شيء جديد، أو بدء تحد جديد ومختلف.
كيف تغادر منطقة الراحة الخاصة بك

على الرغم من ان الشخص يجد أن هذه المنطقة تجلب له الراحة والطمأنينة، إلا ان هناك العديد من الدراسات التي تؤكد ضرورة أن يغادر الشخص هذه المنطقة بشكل سريع والا يستمر في البقاء فيها وأن يجد في حياته أمورا جديدة ومختلفة يمكنه القيام بها.
ولكن كيف يمكن للشخص الخروج من هذه المنطقة، ينصح باتباع عدد من النصائح، منها:
- العمل على تغيير طرق التفكير التي نتبناها، فدائما أفكارنا تؤثر في نمط حياتنا، وغالبًا ما نجد أن التغيير غير مريح وعملية شاقة، ولكنه أمر طبيعي وضروري يمكنه أن يساعدنا على الانطلاق نحو ما نريده.
- علينا القيام بالخطوات بشكل تدريجي وبسيط حتى لا نصاب بالملل والفشل، فالخروج أمر بسيط ولكن يتطلب بعض الخطوات والصبر للتخلص من هذه المنطقة بشكل مريح.
- المواظبة والاستمرار في القيام بالفعل بانتظام، حينها تصبح الأمور الجديدة وغير المألوفة أكثر سهولة، ويعتاد المرء على خوض التجارب دون قلق من المجهول أو خوف من النتائج التي ستعود عليه مستقبلاً.
- حدد هدفا واقعيا وقابلا للتحقيق ضمن خطة زمنية محددة، ومن ثم ضع خطة بخطوات العمل الذي تنوي تنفيذه، وشيئاً فشيئا عليك اتخاذ إجراءات صغيرة يوميًا لتحقيق ذلك الهدف.
- الرياضة والعمل التطوعي من أهم النصائح التي ينصح بها المختصون في الخروج من منطقة الراحة، لأنهما يعودان على ذهنك وجسدك بالفوائد، ما يجعلك تشعر بالحيوية والنشاط.
- من أهم الأمور التي يجب القيام بها تخصيص بعض الوقت لتسجيل الانتصارات، حتى وان كانت صغيرة، وكيف تمكنت من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، واستعد للاحتفال بنفسك ومكافأتها على ما حققت.
مخاطر منطقة الراحة
على الرغم من أن الشخص يعتقد أنه يعيش بشكل أفضل خلال وجوده في منطقة الراحة، الا ان هناك الكثير من المخاطر التي تعود عليه في تلك المنطقة:
- تمنع هذه المنطقة الشخص من النمو في الحياة، ففي حال بقائك داخل هذه المنطقة سيتقدم كل من هو حولك وفي محيطك ولا يمكنك تحقيق أي نجاحات. النمو المقصود هنا هو أن تصبح أفضل مما أنت عليه الآن، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن تقوم بأمور خارج ما اعتدت عليه.
- تمنعك منطقة الراحة من اكتشاف نفسك ومعرفة شغفك بالحياة الذي يجلب لك السعادة أولاً لنفسك ومن ثم لمن حولك ولمحطيك الخارجي.
- إن العيش في منطقة راحتك يدور حول فعل ما هو آمن وسهل، لا شيء تترقبه فأنت تعرف النتيجة. وهذا قد يكون آمنًا ولكنه لا يتيح لك معرفة قوتك الداخلية وما هي مواهبك وقدراتك في مواجهة المواقف والتحديات.
- تتسبب منطقة الراحة في تأجيل أهدافك، فالحياة دائماً لا تخلو من صعوبات، ولكن التعامل معها يختلف بشكل كبير ان كنت خارج تلك المنطقة.