كأم، لا بد أنك تؤدّين دوراً مهماً لمساعدة طفلك على حب المدرسة منذ سنواته الأولى. كل يوم، ومن خلال حركات بسيطة، يمكنك أن تزيدي محبّته لها وأن تساعديه على التعوّد على بيئتها.
اجتياز أول أيام المدرسة بنجاح
يشكل اليوم الأول في الحضانة بداية مغامرة جديدة بالنسبة إلى الأطفال. من الضروري أن يكون لهذا اليوم بداية إيجابية ومحبّبة للطفل، لأن مرور هذا اليوم بأسلوب سلس يزيد احتمال انخراط الطفل ومحبته للمدرسة، وبالتالي ينجح في مسيرته الدراسية في مراحل لاحقة أيضاً.
كأم، يمكنك أن تمارسي دوراً كبيراً في تقديم صورة إيجابية عن المدرسة لطفلك. إذ أظهرت الدراسات أن انخراط الأهل هو عامل أساسي في تشجيع الأولاد على النجاح المدرسي.
حرّكي فضوله
من الضروري أن تعوّدي طفلك على حبّ المعرفة والتوق إلى اكتشاف أشياء جديدة. في ما يلي، إليك بعض النصائح لتحقيق هذه الغاية:
- شجّعيه على طرح الأسئلة في مختلف المواضيع: حول النبات والحشرات والشتاء والطيارات، وأن يسعى للحصول بنفسه على الجواب عبر الاستعانة بك أو بالإنترنت وبكتب من المكتبة. هذا السلوك سيولّد لدى الصغار رغبة أكبر بالمعرفة والاكتشاف، ما سيعزز حب المدرسة لديه.
- اقرئي له القصص: حين تقرئين معه، سيكتشف الطفل مفعول الكلمات وسيتعلّم أن يقرأ بنفسه. تسهّل القراءة جميع أنواع التعلّم الأخرى، ليس فقط في اللغة، بل حتى في الرياضيات والتاريخ والجغرافيا. يحرز الأولاد البارعون في القراءة غالباً نتائج أفضل من غيرهم في المدرسة.
- ادفعيه إلى الكلام: مثلاً، اطلبي منه أن يروي حلقة من برنامج شاهده للتو، أو إن كانت لديه فكرة لحل مشكلة معينة، أو أن يتقمّص دور إحدى شخصيات القصة التي تقرآنها... بهذه الطريقة، ستعوّدينه على التعبير عما يفكر به، وسيتمتّع بالثقة المطلوبة وبروح النقد، التي تُعد جميعها عوامل مهمة للحياة المدرسية.
ما هي الأمور التي يجب أن تتفاديها؟
- لا تضغطي على الطفل ولا ترفعي سقف توقّعاتك: قبل الحضانة، يمكنك أن تعلّميه كيف يكتب اسمه أو كيف يصل بالعد إلى رقم معيّن، ولكن ليس من الضروري أن يحفظ الأبجدية كاملة أو أن يصل بالعد حتى 100. إن تعريض الصغار للضغوطات من شأنه أن يسبّب له التوتر ويزيد خوفه من الفشل، وبالتالي يخسر ثقته بقدراته ورغبته بالتعلّم والذهاب إلى المدرسة.
- لا تستعيني بالمدرسة كتهديد: مثلاً، تفادي قول "في المدرسة، عليك أن تنصت، وإلا سيتصرّفون معك بأسلوب آخر". هذا النوع من التعابير يعطي الأطفال صورة سلبية عن المدرسة، ما يجعلهم يكرهونها قبل الدخول إلى الحضانة حتى.
- لا تظهري مخاوفك وحزنك: من الطبيعي جداً أن تشعري بالخوف والانفصال حين يبدأ صغيرك بالذهاب إلى الحضانة، ولكن الأفضل ألا يشعر بهما لأنه سيقلق بدوره بدون سبب.
- لا تتحدّثي بالسوء عن المدرسة أو المعلمين: للنجاح في المدرسة، على الصغير أن يشعر أن والديه يثقان بها وبمن فيها من معلمين. إن كنت غير واثقة من أمر ما، فمن الأفضل أن تحدّدي موعداً مع المعلمة أو الإدارة للحديث معهم عنه.
نعم طفلك بهذه الطريقة سوف يحب المدرسة!