
مع تزايد تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات المختلفة، واستخدامها من قبل الكبار والصغار، اكدت الكثير من الدراسات وجود الكثير من الآثار السلبية والإيجابية لها .
تختلف اشكال التأثير الذي تسببه مواقع التواصل على المراهقين، الطلاب، وغيرهم، وهذا ما سنوضحه خلال السطور التالية.
آثار مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
كشفت دراسة بريطانية حديثة أنه من الضروري في البداية مراقبة كيف يتعامل المراهقون مع مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة الإناث، فهي لها تأثير على الرفاهية والسعادة في مرحلة البلوغ.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن الطلاب الذين يستخدمون مواقع التواصل بكثرة ينامون عدد ساعات أقل من المعدلات الطبيعية، ما يعرضهم لمشاكل صحية.
وحذّرت الدراسة من استخدام الهواتف الذكية قبل الخلود للنوم، ليس فقط لأن استخدامها يحدث خللاً في دورة النوم، لكن الضوء الأزرق الذي يخرج من شاشة الهاتف، قد يتسبب في إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين.
وأوضحت الدراسة المنشورة أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف يمكن أن يضر بالرؤية، كما أنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين الذي يعمل على ضبط عمل جسم الإنسان والتحكم في دورات النوم والاستيقاظ، وقد يتسبب في غياب الخصوصية عند الكثيرين.
ويقول معهد الصحة النفسية للأطفال إن نتائج أبحاثه تؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أدى استخدامها إلى شعور المراهقين بالعزلة والتوتر والوحدة والانطباع السلبي عن شكل الجسم.
اثر مواقع التواصل الاجتماعي على الطلاب
هناك الكثير من التأثيرات السلبية التي تسببها تلك المواقع على الطلاب، ومنها إصابتهم بالتوتر وعدم النوم الكافي وقد يتطور الأمر ليصل إلى الإصابة بسكتة قلبية.
تجعل تلك المواقع الطلاب يستخدمونها للمقارنة بين أنفسهم والآخرين سواء في شكل الجسم أو في المناسبات الاجتماعية، مما يؤثر على الصحة النفسية لديهم بشكل سلبي.
ليس هذا فقط، بل تؤثر بشكل كبير على تحصيلهم العلمي بسبب رغبتهم في قضاء كثير من الوقت بتصفحها، الى جانب الإصابة بعدد من الظواهر مثل الشعور بالإحباط والكآبة. والعديد من المستخدمات يكتسبن صورة سلبية عن أجسامهن ويشعرن بالوحدة وعدم الثقة.

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على طلبة المدارس والجامعات
آثار مواقع التواصل الإجتماعي تزداد مع مرور الوقت وخاصة مع كثرة استخدامها، ووجدت الكثير من الدراسات أن الشعور بمزاج جيد أو سيئ يمكن أن ينتشر بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لباحثين من جامعة كاليفورنيا.
ليس هذا فقط، بل يكون الطلاب في المدارس والجامعات أكثر عرضة لمستويات مرتفعة من القلق والتوتر والإحباط وغيرها من الأمور، فقد تم إثبات أن هناك صلة بين الاكتئاب وبين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. هناك أيضا أبحاث متزايدة حول إمكانية أن تكون هذه المواقع قوة إيجابية دافعة ومحفزة، يقضي الطلاب الكثير من وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي تقل الأوقات التي يقضونها مع الأشخاص مباشرةً، لذلك قد يتحولون إلى ناس غير إجتماعيين.
يؤثر الاستخدام المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة البدنية والعقلية، كما أنه يتسبّب بالخمول، وعدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين.
في بعض الحالات لا يكون التاثير سلبيا فقط، بل أحياناً يكون إيجابيا من خلال قدرة الطلاب على التواصل مع بعضهم البعض، أو مع معلميهم، يكون استخدامها سهلا للتواصل والتحصيل المعرفي، كما إنها تعمل على توسيع التعارف بين الطلاب وتكوين حلقات للنقاش.
أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب
بحسب دراسة أجرتها جامعة القدس المفتوحة حول أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب، تم التأكيد انه أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة، وهي أداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي .
فقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي الشباب على التفاعل وشعورهم بتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقضايا التي تم تبنيها ودفاعهم عنها، وزيادة روح المنافسة الإيجابية بين المجموعات لزيادة عدد المشاركات والإضافات لكل مجموعة.
كما أثبتت الكثير من الدراسات أن الناس يقبلون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع “فيسبوك ” بهدف التعبير عن حقيقة شخصياتهم، بدلا من رسم صور مثالية عنها، اذ إنها تشبع لدى معظم المستخدمين حاجتهم الأساسية لتعريف الآخرين بأنفسهم.