
إن لم يستطع الزواج تحقيق السكينة والرحمة بين الزوجين، وكثُرت المشاكل واستعصى حلها بينهما بكل الوسائل، فقد شُرع الطّلاق كحل نهائي لهذه الحالة، وله أحكام بيّنها الله سبحانه وفصلها نبيه عليه الصلاة والسلام. يُعرّف الطلاق لغة بأنّه رفع القيد عن الشيء، أما شرعاً فهو رفع قيد النكاح بلفظ مخصوص. في هذا المقال نستعرض كيفية الطلاق في المحكمة.
كيفية الطلاق في المحكمة
يتم الحكم بطلاق الزوجين من بعضهما البعض في الكثير من الحالات في المحكمة بعد أن يرفع واحد منهما دعوى المطالبة بالطلاق. وعن الأحوال التي يتم الحكم بها بالطلاق فهي على النحو التالي:
- يتم إيقاع الطلاق من قبل الزوجة أو الزوج إن منح الزوج زوجته ذلك الحق.
- في حال طالبت الزوجة من المحكمة أن يتم الطلاق ولا يقع الطلاق بعد ذلك الطلب إلا في الحالات الآتية:
- أن يكون هناك عيوب في الزوج تمنعه من القيام بواجباته الزوجية أو في حال كان عقيما.
- ان لم يطلب الزوج من زوجته الزفاف أو ان كان لها مصدر آخر للدخل.
- في حال كان الزوج مصابا بأحد الأمراض التي من الممكن أن تلحق الضرر بالزوجة.
- في حال امتنع الزوج عن الإنفاق على زوجته أو في حال تعذرت الزوجة عن الحصول على النفقة.
توثيق الطلاق في المحكمة
يقوم أحد الطرفين برفع دعوى الطلاق نظرا للضرر الواقع عليه من الطرف الاخر. وفي تلك الحالة لا يتم الطلاق على الفور، ولكن تحاول المحكمة من خلال المتخصصين تصليح الأمر بين الزوجين وتقريب وجهات النظر وتعيين واحد من أهل الزوجة وواحد من أهل الزوج للصلح بين الزوجين. وفي حال نجاح الطرفين في الصلح بينهما لا يتم الطلاق، ولكن في حال لم يتمكن الخبراء من الوصول إلى حل وقع الطلاق وتم التفريق بينهما.
وتجدر الإشارة الى أن المحكمة تلزم الزوج بإعطاء الزوجة كل المستحقات من المهر والعدة والنفقة وغيرها من المستحقات، وفي حال كان الضرر في الطلاق من جانب الزوجة يتم تعويضها بقيمة المهر فقط، وإن حدثت المشاكل بشكل متساو بين الطرفين يتم دفع نصف قيمة المهر فقط للزوجة، وإن عجز الحكمان عن توضيح من المخطئ ومن فيهما على حق يتم تقدير العوض المناسب بعد الطلاق على أن لا يتجاوز قيمة المهر.

جلسات الطلاق في المحكمة
إقامة الدعوى تمر بمراحل مختلفة، أولها إعداد صحيفة الدعوى من طرف محامي الموكلة، وإثبات أسباب الطلاق المتعددة.
تأتي الخطوة الثانية من قبل هيئة المحكمة التي تنظر في الدعوى، ويتم إعلان المدعى عليه، وفي حال إعلانه تتم مباشرة الدعوى فورًا، ومن ثم يتمكن مكتب المنازعات بمحكمة الأسرة من عرض الصلح على الزوجين، وفقًا للمادة ١ لسنة ٢٠٠٠، والذي يفرض عرض الصلح مرة في حال عدم وجود الأطفال. وإذا كانا لديهما أطفال، يتم عرض الصلح مرتين عليهما، ويتم تسجيل ما يحدث في محضر الجلسة، ومن ثم الـتأجيل لعرض الصلح عليهما مرة أخرى، وفي حال عدم إعلان الزوج وحضور من ينوب عنه يتم تأجيل نظر الدعوى لجلسة أخرى.
في المرحلة الثانية من إقامة الدعوى تتم إحالة الطرفين لجلسة تحقيق حيث تحدد المحكمة عضوا من هيئتها للتحقيق مع الزوجين، وطرفي الشهود في الدعوى، قبل إحالة الدعوى لجلسة أمام المحكمة.
في المرحلة الثالثة يحضر الدفاع من قبل الطرفين، ويحاول دفاع الزوجة إحضار المستندات المطلوبة للحصول على الطلاق، والحكم في المرحلة النهائية بعد عدة جلسات.
شروط الطلاق في المحكمة
من الممكن أن يقع الطلاق بين الزوجين في حال طلب الأزواج الطلاق من المحكمة لواحد من الأسباب التالية.
- ان ألحق أحد الزوجين بالآخر الضرر والذي يتعذر معه الاستمرار في الحياة، كالإدمان أو وقوع الخيانة الزوجية وغيرهما من الأسباب التي تصعب بعدها الحياة.
- في حال كان الزواج قد حدث تحت الإكراه وقد تم الدخول.
- أن يتزوج الزوج من زوجة ثانية بدون علم الزوجة الأولى.
المراجع:
https://www.almrsal.com/
https://www.albawabhnews.com/
https://www.aliftaa.jo/
https://fatwa.islamweb.net/