عدد سكان اليمن الاصليين 2025

عدد سكان اليمن الاصليين 2025

Rowaida Mahmoud by 6 Hours Ago

يُعد الحديث عن السكان الأصليين لأي دولة مدخلًا مهمًا لفهم هويتها الديموغرافية والثقافية، إذ يعكس هذا المفهوم الامتداد التاريخي والسكاني للشعب الذي استقر في الأرض عبر أجيال متعاقبة. وفي حالة اليمن، ترتبط مسألة السكان الأصليين بإحدى أقدم الحضارات في شبه الجزيرة العربية، ما يمنحها أهمية خاصة عند دراسة الواقع السكاني لعام 2025.

ما هو عدد سكان اليمن الاصليين 2025

السكان الأصليون في اليمن هم اليمنيون المنحدرون من القبائل والعائلات اليمنية التاريخية التي عاشت في البلاد منذ قرون طويلة، وتشمل هذه الفئات مختلف المكونات القبلية والاجتماعية المنتشرة في جميع المحافظات. ويتميّز المجتمع اليمني بتجانس كبير من حيث الأصل، مع وجود تنوع ثقافي ومناطقي، لكنه لا يشهد نسبًا كبيرة من السكان الوافدين مقارنة بدول أخرى في المنطقة.

وفي عام 2025، يُقدَّر عدد سكان اليمن بحوالي 34.3 مليون نسمة، وتشير المعطيات الديموغرافية إلى أن الغالبية العظمى من هذا العدد هم من السكان الأصليين.
 وبسبب محدودية الهجرة الوافدة والاستقرار التاريخي للسكان، يمكن القول إن نسبة السكان الأصليين تتجاوز 98% من إجمالي السكان، أي ما يعادل تقريبًا 33.6 إلى 34 مليون نسمة من اليمنيين الأصليين.

يتوزّع السكان الأصليون في اليمن على مختلف مناطق البلاد توزيعًا يعكس عمق الاستقرار التاريخي والتنوّع الجغرافي. ويتركّز العدد الأكبر في المرتفعات الجبلية الوسطى والشمالية مثل صنعاء، عمران، ذمار، وإب، حيث وفّرت الطبيعة الجبلية والمناخ المعتدل بيئة مناسبة للاستقرار والزراعة منذ القدم.

كما ينتشر السكان الأصليون في المناطق الساحلية على البحر الأحمر وبحر العرب، خاصة في تهامة وعدن والحديدة، نظرًا لأهمية هذه المناطق في التجارة والصيد البحري. وفي المناطق الشرقية والجنوبية مثل حضرموت وشبوة ومأرب، يتوزّع السكان حول الواحات والوديان والمراكز الحضرية.

ويُظهر هذا التوزيع تنوّع أنماط الاستقرار السكاني بين الجبال والسواحل والسهول والصحارى، مع بقاء السكان الأصليين مكوّنًا أساسيًا في جميع المحافظات اليمنية.

وتتسم التركيبة العمرية للسكان الأصليين في اليمن بكونها تركيبة فتية وشابة، حيث تشكّل فئة الأطفال والشباب النسبة الأكبر من إجمالي السكان الأصليين. ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات الخصوبة واستمرار النمو الطبيعي عبر الأجيال.

وتمثل الفئة العمرية في سنّ العمل (من 15 إلى 64 عامًا) جزءًا مهمًا من المجتمع، ما يعكس توفر طاقة بشرية واسعة يمكن توظيفها في عملية التنمية. في المقابل، تبقى نسبة كبار السن محدودة نسبيًا مقارنة بالدول ذات التركيبة السكانية المتقدمة عمرًا. ويمنح هذا التوزيع العمري المجتمع اليمني قدرة كبيرة على التجدد والاستمرارية، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات تتعلق بتوفير التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل الكافية للأجيال الصاعدة.

تتميّز الخصائص الاجتماعية والثقافية للسكان الأصليين في اليمن بتجذّرها التاريخي وعمقها الحضاري، حيث يقوم المجتمع على روابط قوية من الأسرة والقبيلة التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العلاقات الاجتماعية وتعزيز قيم التكافل والتضامن.

كما يتسم اليمنيون بتنوّع ثقافي ولهجي واضح بين المناطق، مع وحدة في الهوية الوطنية والعادات العامة. وتحتل العادات والتقاليد مكانة بارزة في الحياة اليومية، سواء في المناسبات الاجتماعية أو أساليب العيش، إلى جانب احترام القيم الدينية والأخلاقية. ويُعرف المجتمع اليمني أيضًا بالضيافة والتمسّك بالإرث الشعبي من أزياء وموروثات فنية وشعرية، ما أسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة رغم التحديات والظروف المتغيرة.

يمكن القول إن عدد سكان اليمن الأصليين في عام 2025 يشكل الغالبية الساحقة من إجمالي السكان، بما يقارب 34 مليون نسمة، وهو ما يعكس عمق الجذور التاريخية والاستقرار السكاني في البلاد. ويمثل الإنسان اليمني، بأصالته وتنوعه، الركيزة الأساسية لأي نهضة مستقبلية، متى ما توفرت الظروف الملائمة للاستقرار والتنمية.

 

إضافة التعليقات

.