بالتأكيد تبحثين في موسم الأعياد عن شيء يتجاوز الزينة والطقوس المتكرّرة، عن تجربة تحمل معنى وتفاصيل تُشبهك. هنا، يقدَّم الموسم بوصفه مساحة مفتوحة للفنّ، حيث تلتقي الحِرَف، والقصص، والمشاعر في سرد واحد متماسك.

تنظر مجموعة إيفوك إلى الأعياد باعتبارها فرصة لاختبار الفنّ بكل أبعاده الحسيّة، لا مجرّد مناسبة احتفالية عابرة. ومن هذا التصوّر، تتقاطع ثلاثة عوالم تشكّل جوهر هويّتها: المجوهرات، والسينما، وفنون الطهي. عوالم مختلفة في أدواتها، متقاربة في روحها، تُنسَج معاً في حكاية تحتفي بالثقافة، والمهارة الحِرفية، واللحظات الصادقة.

في قلب هذا المشهد، تبرز الشراكة مع دار المجوهرات الإيطالية العريقة ناردي، المعروفة بإتقان صياغة الذهب والمينا وبحسّها التعبيري العالي. استُلهمت قطعة حصرية من مجموعة Maskera، التي تعيد قراءة أقنعة البندقية في القرن الثامن عشر بروح معاصرة. هذه القطعة لا تُعرض في علبة تقليدية، بل تختبئ داخل فطيرة الملوك (Galette des Rois) الخاصة بإيفوك، لتتحوّل الحلوى الفرنسية الكلاسيكية إلى عمل فني مصغّر. جوهرة من البندقية داخل تحلية باريسية، تُقدَّم في فنادق المجموعة في باريس ومدريد والبندقية، في لقاء رمزي بين إرثين فنّيّين يجمعهما الإبداع والدقّة. هنا، يُعامَل فنّ الطهي بالمنطق نفسه الذي تُصاغ به المجوهرات الفاخرة: إتقان، وأناقة، وشحنة شعورية واضحة.

هذا الحس الثقافي يمتدّ أيضاً إلى السينما عبر جائزة Evok Collection × Barak، التي تحتفي بالإبداع السينمائي وبالأصوات التي ترسم ملامح المشهد المعاصر. وتحت إشراف رئيسَي لجنة التحكيم إيريك توليدانو وأوليفييه ناكاش، نال فيلم L’épreuve du feu للمخرج أورليان بير جائزة أفضل فيلم، فيما حاز بيو مارماي جائزة أفضل ممثل عن L’attachement، وميلاني تييري جائزة أفضل ممثلة عن Connemara. في هذا السياق، تبدو السينما قريبة من فنّ الضيافة في جوهرها: عناية بالأجواء، إيقاع محسوب، وتناسق دقيق بين العناصر، بهدف خلق لحظات راسخة في الذاكرة.

أما في فضاءات الطهي، فيأخذ الموسم طابعاً مسرحياً واضحاً. تتحوّل المطاعم إلى منصّات للتجربة، حيث تعبّر كل وجهة عن روح الأعياد بطريقتها الخاصة. من باريس إلى البندقية ومدريد، تتقاطع النكهات مع المكان، وتغدو المائدة امتداداً للسرد الفني الذي يميّز إيفوك. الأناقة هنا هادئة، والحميمية حاضرة، والاحتفال جزء من المشهد، لا مجرّد تفصيل إضافي.

وفي مختلف وجهات المجموعة، يتجلّى هذا البعد الحسّي من خلال مجموعة Precious 2025 التي ابتكرها الشيف فابيان إيمري. كيكات Bûche de Noël تأتي كأنّها مجسّمات فنية دقيقة، متعدّدة الطبقات، ومركّبة بعناية تُحاكي دقّة العمل في مشاغل صياغة المجوهرات. لكل مدينة إيقاعها الخاص، ولكل وجهة ترجمتها البصرية والذوقية، من اللقاءات الدافئة إلى التفاصيل المعمارية المصمّمة بتسلسل يشبه مشاهد سينمائية متتابعة.

مع إيفوك، لا يُختزل موسم الأعياد في عنصر واحد، بل يُقدَّم كتجربة متكاملة تتداخل فيها الحِرفة، والذوق، والابتكار. فطيرة الملوك تحمل بُعداً جديداً مع قطعة مجوهرات مخفيّة في قلبها، والسينما تعبّر عن رؤية ثقافية واضحة، فيما تأتي ابتكارات الطهي كأعمال تجمع بين جمال الشكل ودقّة النكهة. هكذا تتحوّل الفنادق إلى مساحات حيّة تلتقي فيها التصاميم والمشاعر والطقوس الاحتفالية في مشهد متماسك لا يشبه سواه.

في هذا الموسم، تُوجَّه التحية إلى الحرفيّين الذين يمنحون اللحظات عمقها الحقيقي: من صائغ المجوهرات في البندقية، إلى صانع الفيلم خلف الكاميرا، وصولاً إلى شيف الحلويات الذي ينحت طبقاته بعناية. هؤلاء لا يحيون التقاليد فحسب، بل يعيدون تقديمها بروح معاصرة تعبّر عن مهارتهم ورؤيتهم. وبهذا المعنى، يصبح موسم الأعياد هنا احتفاءً بالثقافة وروح الحِرفة، احتفاءً راقياً يلامس المشاعر بهدوء وصدق.