
قصي خولي هو ممثل سوري بارع اشتهر بأدواره المتنوعة في الدراما العربية. وُلد في العام 1976 في مدينة اللاذقية، سوريا، وقد تمكن من خلال موهبته وشغفه بالتمثيل أن يحجز لنفسه مكانًا بارزًا بين نجوم الفن في العالم العربي.
قصي خولي
نشأ قصي في عائلة تقدير الفن والثقافة، مما ساعده على تنمية حبه للتمثيل منذ صغره. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، حيث درس التمثيل والمسرح، وتخرج منه ليبدأ رحلته في عالم الفن.
وبدأ قصي خولي مسيرته الفنية في أواخر التسعينيات، وسرعان ما برز كواحد من ألمع نجوم التلفزيون والسينما في سوريا. شارك في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة مثل "أسمهان"، "باب الحارة"، و"الزير سالم"، التي لاقت اعجابا كبيرا من الجمهور العربي.
أدواره لم تقتصر على الدراما التاريخية فقط، بل امتدت لتشمل الأدوار العصرية في مسلسلات مثل "أولاد القيمرية" و"غزلان في غابة الذئاب"، مما أظهر مرونته وقدرته على التنوع في التمثيل.
مع مرور السنوات، حصد قصي خولي العديد من الجوائز التي تُعتبر شهادة على موهبته وإسهامه في الفن العربي. كما تم اختياره للمشاركة في عدة مهرجانات فنية دولية، مما زاد من شهرته على المستوى العالمي.
والد قصي خولي
عميد خولي، والد الفنان السوري الشهير قصي خولي، يعتبر شخصية مؤثرة في الإعلام العربي. بصفته إعلاميًا مخضرمًا، أثرى الساحة الإعلامية بخبراته وأسهم في تربية جيل من الفنانين من خلال دوره كأب لأحد أبرز نجوم الدراما السورية.
عميد خولي بدأ مسيرته في الإعلام مبكرًا، حيث عمل في عدة مجالات إعلامية من الصحافة إلى الإذاعة والتلفزيون. كانت له بصمات واضحة في البرامج التي قدمها والمقالات التي كتبها، مما جعله مصدر إلهام للعديد من الشباب الطامحين في مجال الإعلام.
حيث شغل عميد عدة مناصب صحفية في مسيرته المهنية، وهو أحد قادة العمل الإعلامي في سوريا منذ سبعينيات القرن العشرين، بدأ عمله الصحفي من جريدة الطليعة، ثم شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة البعث، ثم عُيِّن رئيسًا لتحرير صحيفة تشرين، ثم مديرًا عامًّا لمؤسسة الوحدة ورئيسًا لتحرير صحيفة الثورة من عام 1989 حتى تقاعده عام 2000م. وشغل منصبَي نائب رئيس اتحاد الصحفيين السوريين، وأمين فرقة تشرين في حزب البعث السوري.
وفي الجانب العائلي، كان عميد خولي مثالًا للأب الداعم والمرشد. قدم الدعم الكامل لابنه قصي منذ بداياته الأولى في عالم التمثيل. شجعه على متابعة شغفه بالفن، موفرًا له النصح والتوجيه اللازمين لتحقيق النجاح في مجال تنافسي ومعقد.
وكانت العلاقة بين قصي ووالده تمثل مثالًا رائعًا لكيفية تأثير الآباء في مستقبل أبنائهم. يذكر قصي دائمًا كيف أن نصائح والده ودعمه كانت السند في رحلته الفنية. لقد كان عميد خولي يعتقد بأن الفن رسالة وليس مجرد وظيفة، وهذا ما حرص على غرسه في قلب وعقل ابنه.
وتوفي الإعلامي عميد الخولي بأحد مستشفيات مدينة طرطوس، مساء يوم 16 يناير 2024، في إثر معاناته من قصور كلوي عن عمر ناهز الثانية والثمانين.
في النهاية، يظل عميد خولي نموذجًا للإعلامي الناجح الذي لم يكتفِ بدوره في تنوير المجتمع من خلال الإعلام، بل تعدى ذلك ليكون مربيًا فنيًا لجيل من الفنانين عبر شخص ابنه قصي. العلاقة بين عميد وقصي خولي تظل شاهدة على أهمية الدور الأبوي في بناء شخصية الأبناء وتوجيه مساراتهم المهنية بنجاح.