لماذا سميت راس تنورة بهذا الاسم
راس تنورة
رأس تنورة، التي كانت تعرف سابقاً باسم رحيمة، هي مدينة تقع في شرق المملكة العربية السعودية. تُعتبر رأس تنورة شبه جزيرة تحاط بمياه الخليج العربي من ثلاث جهات، وتبعد حوالي 70 كم عن مدينة الدمام، التي تُعتبر العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية.
تتميز رأس تنورة بأهميتها الاستراتيجية، حيث تحتضن في أراضيها أحد أكبر مصافي النفط في العالم، وتضم ميناءين لشحن النفط، ومعملا لإنتاج الغاز، ومعملا لإنتاج الكبريت. كما تضم المدينة أول وأكبر محطة كهرباء بخارية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حقل القطيف وحقل أبو سعفة.
سبب تسمية راس تنورة بهذا الاسم
المدينة كانت تُعرف سابقًا باسم رحيمة، ويرجع اسمها إلى أن موظفي شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) قاموا ببناء منازلهم بجوار عين رحيمة، كما كانت الأسماك تتجمع حول الشعاب المرجانية في المد والجزر، مما جعل السكان يأتون لصيد الأسماك بسهولة، وبالتالي سُميت رحيمة تيمنًا برأفتها بهم.
تشكل اسم "رأس تنورة" من شقين؛ "الرأس" وهو مصطلح يُستخدم في منطقة الخليج العربي لوصف أي شبه جزيرة ترابية أو صخرية تمتد وسط مياه الخليج، ومن أمثلتها رأس تنورة، ورأس الحد، ورأس أبوعلي، ورأس ركن. أما "تنورة" فتشير إلى وجود دوامة بحرية تشبه الفرن (التنور)، وكانت هذه الدوامة موجودة بالقرب من نهاية الحافة الجنوبية للرأس، مما جعل البحارة يتجنبون الاقتراب من هذه المنطقة أو التنورة، كما ورد في مخطوطة "مجاري الهداية".
تعكس تسمية مدينة راس تنورة الهوية المحلية والتاريخ العريق للمنطقة. فاسم المدينة يرتبط بتاريخها القديم والثقافة العربية التي تعيشها سكانها. تمتد جذور التسمية إلى عصور مضت، حيث كانت المدينة معقلًا للتجارة والتواصل بين القبائل. تعكس التسمية أيضًا الطبيعة البحرية للمدينة، حيث يعتبر التنور رمزًا للأمل والتجديد. يجسد الاسم الروح الأصيلة للمدينة ويذكر السكان والزوار بثقافتها البحرية العريقة وأهميتها في التاريخ العربي.
تلعب تسمية مدينة راس تنورة دوراً هاما في تعزيز الهوية المحلية والثقافية للمدينة. فالاسم يعكس أصالة وتاريخ المدينة، حيث يشير إلى وجود رأس أو مشرفة تحمل توأمة في قمة تلة توأمتي البراك وأم السراج. وتُعد رؤية التآزُر الذي يُحكم النصب المكون من شرف مضيئ بدلاً من اللهب الذي يظهر من خلال صوامع النفط البعيدة لتعيير العمق الموجود على شاطئ البحر مشهداً ثقافياً فريداً للمدينة. كما أن للتسمية تأثير على هوية المدينة وقدرتها على استقطاب السياح والمستثمرين، حيث يتعرف الناس بسرعة على المدينة ويحضرونها للاستمتاع بمرافقها السياحية والثقافية المتنوعة.