د. رباب بو دبس: قلق الأطفال يشلّ حركتهم ويقضي على سعادتهم
يعاني شخص بين اثني عشر من القلق ومشكلة القلق، وهي تشبه العديد من الاضطرابات الجسدية مثل الربو الذي يمنع الإنسان من أن يعيش حياته كما يجب أو الذهاب إلى المدرسة، ومحاولة القيام بنشاطات جديدة أو القيام بنشاطات كان يقوم بها سابقاً وإقامة الصداقات.
فما هي أسبابه؟ وما هو العلاج؟ وكيف يمكن أن نحمي الطفل من هذا الاضطراب؟ المعالجة النفسية رباب بو دبس تضيء أكثر على هذا الموضوع.
متى يبدأ القلق عند الطفل؟
كقاعدة عامة، القلق عند الطفل هو أمر طبيعي، فهو نوع من مواجهة خطر ما يشعر بأنه يهدّده، وهو يبدأ مع مرحلة انفصال الطفل عن أمه فإذا كان الانفصال سليماً عن الأم يتخطى الطفل هذه المرحلة بسلام.
لتتكرّر المواقف من الدخول إلى الحضانة والمدرسة، وقد تأتي أحداث أخرى مثل الانتقال من منزل إلى آخر أو بسبب طلاق أو موت أحد المقرّبين أو غيره من الأحداث التي تشعر الطفل بالفراغ.
فإذا لم يجد الدعم الذي يحتاج إليه وإحاطته بالأمان اللازم يمكن أن يتحوّل إلى قلق.
وما هي الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالقلق؟
بحسب دراسة حديثة، يمكن أن ينتج القلق عن خليط من اضطراب بيولوجي كيميائي، عوامل وراثية والتوتر، إضافة إلى العوامل التي ذكرناها سابقاً.
كيف يمكن أن نعرف أن الطفل يتصرّف بطريقة طبيعية في وضع معيّن أو يعاني من قلق أكثر خطورة؟
بداية علينا أن نسأل أنفسنا الأسئلة التالية: هل قلق الطفل يشبه ذلك الذي نلاحظه عند كل الأولاد؟ من الطبيعي أن للأولاد ما دون الثلاث سنوات ردود فعل قوية عندما ينفصلون عن والديهم. فضلاً عن الخوف خلال سنوات الدراسة. كما أن الكثير من الأولاد يخافون من الحشرات، ومن الغرباء، أو الأشباح.
من الممكن أن يكون الطفل يعاني من القلق إذا كانت مخاوفه غير متناسبة أو إذا استمرّت لفترة طويلة. فالاضطراب القلقي ليس رد فعل طبيعياً. إنه مرض.
هل يستطيع الطفل أن يفسّر ما يشعر به؟
عموماً الأطفال لا يستطيعون أن يتحدثوا عن قلقهم فهم يجدون صعوبة كبيرة في التعبير عن مخاوفهم أو قلقهم. وتقع على الوالدين مسؤولية ملاحظة أيّ تغيّر في عادات الطفل وردود فعله على ما يجري. هل يبدي أيّ تأخر؟ هل يعاني من اضطراب في النوم؟ هل أصبح الطفل أكثر تعلقاً بأمه من السابق؟ هل الطفل يتواصل باستمرار مع أولاد آخرين ومع المعلمين؟
ما هي علامات القلق عند الأطفال؟
الطفل القلق يخشى كثيراً من بعض المخاطر أو من تهديد معيّن. وبالتالي هو يخاف أن يؤذيه أحد ما، أو أن يضحك عليه أو يموت أو يمرض أحد الأشخاص العزيزين عليه.
عندما يصبح الأطفال قلقين، تزيد سرعة تنفسهم. يمكن أن يتعرقوا أكثر من العادة أو يصابوا بالإسهال، الشعور بالغثيان أو بألم في الرأس.
الطفل القلق هو طفل عصبي يمكن أن يصرخ، ويكون متعلقاً بأمه أو يشعر دائماً بالملل.
يتحاشى الأطفال القلقون الأشياء التي تخيفهم. لذلك يفضّلون عدم الذهاب إلى أماكن اللعب خوفاً من الالتقاء بأطفال جدد ويرفضون الذهاب إلى الحفلات لكي لا يبتعدوا عن والديهم.
متى يجب أن نستشير الطبيب؟
علينا أن نستشير الطبيب إذا لاحظنا أن القلق يؤثر سلباً على النشاطات العائلية، أو يمنع الطفل من إقامة الصداقات، أو إذا لاحظ الأهل أن الطفل يعاني من اضطرابات في النوم، أو يتخذ من مخاوفه عذراً لعدم الذهاب إلى المدرسة، أو عندما يؤدّي القلق إلى سلوكيات متهوّرة أو إلى خوف أو فوبيا كبيرة.