ما هو الطلاق الصامت
الطلاق الصامت ظلامٌ دامس داخل كل من الزوجين، قلوبٌ تتسم بالسكوت، أجساد بلا روح. وهو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية؛ اذ يظل عقد الزواج سارياً أمام الجميع، لكنه زواج مُنته داخل المنزل؛ حيث تتلاشى كلمات الحب والمودة، وتتبدل المودةُ والرحمةُ جفاءً وقسوة. في هذا المقال نستعرض أسباب الطلاق الصامت وآثاره على الأبناء وبعض المقترحات لعلاجه.
اسباب الطلاق الصامت
تعد الضغوطات المادية التي يتعرض لها الزوجان في حياتهما أحد أهم أسباب االانفصال العاطفي، بسبب حجم الضغط الذي يتعرضان له، فتجدهما منغمسين في تأمين مستلزمات البيت والأولاد، مبتعدين شيئاً فشيئاً عن كل ما يؤجج العاطفة، دون انتباه منهما.
أنانية أحد الأطراف، ينظر الزوج أو الزوجة إلى حقوقه ومتطلباته فقط، وينسى الطرف الآخر وحاجاته ومتطلباته، ويؤدي تكرار مثل هذا الموقف إلى الوصول إلى حالة الطلاق أو الانفصال العاطفي.
الإحساس بالضعف من قبل أحد أطراف العلاقة، وعدم القدرة على التفاهم والتواصل مع الطرف الآخر، لا سيما إذا كان الرجل هو موضع الضعف، على عكس السائد في العلاقة الزوجية.
إساءة تحديد الأولويات، وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة، ويعد هذا من أهم أسباب الطلاق العاطفي، كأن يفضل الزوج عمله وأهله وأقاربه وأصحابه على زوجته، أو أن تفضل الزوجة عملها وأولادها وأهلها وصديقاتها على الزوج، مما يشعر الطرف الآخر بعدم الأهمية.
العمل الجاد على التقليل من أهمية الآخر، بالقول أو الفعل، سواء أمام الناس أو الأولاد، مما يسبب الإهانة.
ومن أبرز أسباب الطلاق العاطفي أو الانفصال العاطفي بخل الرجل على زوجته، سواء مادياً أو عاطفياً أو في منحها الوقت الكافي لإرضاء حاجاتها ورغباتها.
اعتبار أحد الأطراف نفسه الأفضل، فيتعالى على الطرف الآخر، ويشعره بالنقص.
علاج الطلاق الصامت
لا بد أن يعالج الزوجان جميع المشكلات فيما بينهما وبعيدا تماما عن الأبناء.
أن يتقبل كل من الزوجين عيوب الآخر مع محاولة كل طرف تغيير العيوب والمستوى الثقافي للتقارب بينهما عبر الأفكار ولغة الحوار.
وأن يحرص الزوجان على عدم مناقشة أي مشكلات أو خلافات أمام الأبناء والحرص على ظهور روح التعاون والمودة أمام الأبناء.
لا بد أن يشارك الأباء في حل مشاكل الأبناء والاهتمام بهم.
وأن يهتم الوالدان بالمناسبات التي تجمع الأسرة مع توفير روح المحبة والمرح في تلك المناسبات لأن هذا الأمر ينعكس على نفسية الطفل.
الاهتمام بالخروج للمتنزهات مع الأطفال مع توفير الترفيه والسعادة مع الوالدين.
السيطرة على وصف أي خلافات تحدث بين الزوجين مع الأقارب من الجدة والعمة وغيرهما.
اثار الطلاق الصامت على حياة الابناء
- الخيانة الزوجية أحياناً.
- عدم الرغبة في وجود الزوجين معاً.
- جفاف عاطفي، فتتلاشى كلمات الحب بينهما.
- انعدام النقاش والحوار، والتزام الزوجين الصمت.
- برود جنسي بين الطرفين.
- تحوّل نظرات الحب الى كره وعتاب.
- قد تتحول المشاعر العدوانية والاضطرابات النفسية للأبناء إلى مشاعر ساخطة على الوالدين.
- قد تحدث حالات التسرب من التعليم للأبناء أو هروب الأطفال من المنزل وهذا يتبعه الضياع الكامل للأبناء.
- قد تنمو داخل أحد الأبناء مشاعر استغلالية للوالدين ويعقبها ابتزاز فتكون من أبرز صفات الطفل في حياته بعد ذلك.
مقترحات لحل الطلاق الصامت
- تقديم بعض التنازلات من جانب الطرفين حتى تسير مركبة الزواج.
- التخلّص من مفهوم “الندية” في عش الزوجية، لأن الزواج قائم في الأساس على العلاقة التبادلية.
- المشاركة في تحمّل المسؤولية ما يساعد على نمو مشاعر الحب بين الزوجين.
- يجب أن تتحلّى الزوجة بقدر أكبر من الصبر، لأنها العمود الفقري للأسرة، فلا بأس من غفران الزلات وغض الطرف عن بعض الأمور.
- الإبقاء على بعض قنوات الاتصال مفتوحة بين الزوجين، وإن كانت محدودة، حتى لا تنمو مشاعر التبلد والبرود العاطفي بينهما.
- حالة الطلاق العاطفي تنشأ عادة نتيجة تراكم الخلافات بين الزوجين، ما قد يؤدي إلى تصعيد الأمور إلى أن ينأى كل طرف بجانبه عن الآخر.
- وللطلاق العاطفي بعض المظاهر الشائعة مثل الصمت الدائم وفتور العلاقة بين الزوجين، فافتقاد الحوار يؤدي إلى الرتابة والانعزال النفسي بينهما.