دواين جونسون يتخطى صورة «ذا روك» ويطلق العنان لـ«آلة التحطيم»

by Alaa Hegazy 11 Hours Ago 👁 119

منذ أن قرر دواين جونسون، النجم العالمي المعروف بـ«ذا روك»، دخول عالم التمثيل، لم يَتَوَقّف الجدل حول ما إذا كان سيظل أسير أدوار الأكشن والكوميديا، أم سيفاجئ جمهوره بخيارات جادة. اليوم، مع فيلمه الجديد «The Smashing Machine» (آلة التحطيم)، يبدو أنّ جونسون أخيراً وجد الفرصة التي تضعه في خانة الممثل الجاد بعيداً عن «العضلات والابتسامة الهوليوودية».

الفيلم، من توقيع المخرج بيني صافدي، يعيد إلى الأذهان رائعة مارتن سكورسيزي «Raging Bull» (الثور الهائج)، التي صَنَعَت أيقونة روبرت دي نيرو في شخصية الملاكم جيك لاموتا. لكن السؤال: هل كان هذا التشابه في صالح «آلة التحطيم»؟

القصة وما وراءها

تدور أحداث «آلة التحطيم» في فترة أواخر التسعينات وبداية الألفية، حيث يُرَكّز الفيلم على حياة مارك كِر، بطل رياضة فنون القتال المختلطة، الذي يَجمَع بين القُوّة المُفرِطَة والعَاطِفَة الهشة. في الحلبة نراه «آلة تحطيم»، لكن خارجها مجرد رجل لطيف تُحَاصِره صِراعاته الداخلية وعلاقته المضطربة بحبيبته دون (إيميلي بلانت).

دواين جونسون.. مفاجأة التمثيل

لا شك أنّ اختيار «ذا روك» لتجسيد شخصية كِر كان مغامرة. فمن يعتاد على أدوار خفيفة مليئة بالإثارة، قد لا يتوقع منه أداءً يمزج القوة بالانكسار. لكنّ جونسون كَسَرَ التَوَقّعات، مُقَدّماً واحداً من أفضل أدواره على الإطلاق، بدعم من مكياج متقن ساعده على التحول جسدياً ونفسياً.
إيميلي بلانت بدورها قدمت حضوراً مختلفاً في شخصية لا تخلو من السطحية، وهو ما أَضعَفَ الخَطّ الدرامي للعلاقة بين الحبيبين. فبينما كان يمكن للقصة أن تضيف عمقاً، تكررت المشاهد المتوترة بينهما بشكل مبالغ فيه، لتفقد بريقها سريعاً.

إخفاقات واضحة

الفيلم حاول تقديم شخصية صديق كِر ومنافسه، مارك كولمان (ريان بدر)، لكنه لم ينجح في إقناع الجمهور. ظهور واختفاء الشخصية بشكل غير متماسك، مع أداء باهت، جعل خط الأحداث يبدو مشوشاً. هذا الارتباك انسحب على الفيلم ككل؛ إذ لم يحدد هويته بوضوح: هل هو فيلم عن بطل رياضي؟ أم عن الرياضة نفسها؟ أم مجرد رحلة إنسانية؟
ولعل أكبر خيبة أمل كانت في تصوير نزالات القتال. بدلاً من أن نشهد معارك سينمائية تنبض بالحماس، جاء الإخراج أقرب لنقل تلفزيوني مباشر، بلا الروح أو الإثارة التي تجعل الجمهور يهتف للبطل.
وتبقى الخلاصة أنه رغم ثغراته، يبقى فيلم «The Smashing Machine» محطة مهمة في مسيرة دواين جونسون، الذي برهن أنّه قادر على كسر القوالب النمطية وتقديم أداء تمثيلي يليق بالجوائز. لكن بالنسبة للمخرج بيني صافدي، الذي أذهل الجمهور بفيلمه السابق «Uncut Gems»، فقد يكون هذا العمل خطوة متواضعة لا ترتقي لتوقعات عشاقه.