تراجيديا ماغي ونادين تنافس إجرام "صرخة روح" والوجوه الشابة

by Michel Zreik 9 Years Ago 👁 2612

لم نجد حتى يوم أمس، 12 رمضان، أي عملٍ سمّرنا أمام شاشة التلفزيون لساعة من الوقت، نتابع بشغفٍ أحداثه، تطوّر الحالات النفسية للأبطال وحتى سير الأحداث، إذ إنّ دراما رمضان 2016 مليئة بالثغرات في السيناريوهات، الأخطاء الإخراجية، ولكن في المقابل، نُتابع طفرةً في الوجوه الشابة، وتكتّلات لنجوم اعتدنا رؤيتهم سنوياً على الشاشة، والأدهى أنّه عاماً بعد آخر، يتحوّل التويتر إلى منصّة انتقاد، من روّاد السوشيال ميديا الذين يتابعون الأعمال بأدقّ تفاصيلها، بإيجابياتها وسلبياتها.

ليست زوجة المنتج!

ولعلّ مسلسل "يا ريت" (كلوديا مرشليان - فيليب أسمر - إيغل فيلمز)، الذي يحظى بنسبة انتقاد عالية على السوشيال ميديا، هو صاحب الحظوظ الأوفر في النجاح، إذ يُحافظ على خطٍ درامي يشترك كلّ أبطاله في تحريكه من خلال سلسلة أحداث وردود فعل، لتبقى البطولة الرباعية للنجوم ماغي بو غصن، قيس الشيخ نجيب، مكسيم خليل و باميلا الكيك هي الحديث الشاغل لجميع المشاهدين.
فماغي بو غصن ثبّتت نفسها درامياً في هذا المسلسل، ليس لأنّها "زوجة المنتج" كما يصفها البعض، وليس لأنّها باتت من ركائز الدراما الرمضانية اللبنانية، بل لأنّها أتقنت التراجيديا بدور الدكتورة جنى، فأعطتها الطابع الحزين الكئيب والمتمرّد في دفعةٍ واحدة، فكان أداؤها الذي رآه البعض "نكد بنكد"، حالةً درامية قائمة بحد ذاتها، ترجمتها في صمتها المتكرّر، نظراتها الضائعة وحتى حركتها "الميكانيكية".
فتكاد الابتسامة تتسلّل إلى وجوه المشاهدين لبرهةٍ رومانسية قبل أن تعود بهم إلى مرسى تراجيديا الماضي والعلاقات المبتورة، فهي امرأة تعاني من زوجها السابق وأفعاله الجرمية والتهديد وعالقة بحبال حبيبها الخائن، الذي رغم مطبّات علاقتهما، لم يقطع أواصرها.

زنزانة نادين محرّك الأحداث

وغير بعيد عن تراجيديا ماغي بو غصن، ظهرت منافسة قويّة لها هذا الموسم، هي صديقتها نادين الراسي، التي تؤدي دور البطولة في "جريمة شغف" إلى جانب النجوم قصي خولي، أمل عرفة، جيسي عبده و نجلاء بدر، هي المسجونة في زنزانةٍ مزرية مع سجينةٍ تجمع في حديثها العقد السيكولوجية بنزعة تحرّرية وأداءٍ مجرّد من المكياج والرموش وحتى الجمال، فهي نهلا داوود التي أيقنت كيف تُفقد نادين (جومانة) صوابها، فلم نكد نرى نادين في السابق بقمّة عطائها التراجيدي في أدوار مليئة بالصراخ تارةً، الصمت العميق تارةً أخرى، الابتسامات الساخرة  وحتى الأحاديث السيكولوجية.
نادين التي كانت تعيش أزمةً شخصية خلال فترة تصوير المسلسل، لعلّها استفادت من ذلك لتدخل إلى عمق "جومانة"، فتُعطيها شرارة الكآبة ليكون ما تقدّمه عصارة تراجيديا لطالما بحثنا عنها، في أداءٍ جميل وإحساسٍ بنبض الشخصية، التي تصارع بعض الركاكة في الحوارات أو حتى المطوّلات المشهدية في سياق حلقات العمل.

إجرام "صرخة روح"

ومن التراجيديا والكآبة، إلى العنف والإجرام، في مسلسلٍ عُرضت منه خماسيتان، وكلتاهما تكلّلتا بالدماء، "صرخة روح" الذي خُتِمَت خماسيته "قلوب لا تعرف الحب" يوم أمس بمشهدٍ يفتقر للواقعية ويضجّ باللمسات الهوليوودية المُعرّبة، التي بدت بعيدةً جدّاً عمّا انتظره المشاهد من مسلسلٍ كان حديث الشارع في رمضان 2015، ليتحوّل في الـ2016 إلى هدف القناصة بأخطائه، ركاكة نصّه، إخراجه المتواضع، والمستغرب وجود عدد كبير من النجوم السوريين ذوي الباع الدرامي الطويل، وآخرين يختبرون أوّل ظهور فعلي لهم على الشاشة.
كمية الإجرام والدماء في العمل يجب إيجاد حلٍّ عاجلٍ لها، فالسباعية الأولى انتهت بجريمة قتل، والثانية بجريمتي نحر وحرق شخصين على قيد الحياة؛ فهل هذه خواتيم الدراما السورية؟

الوجوه الشابة "بطولة الظل"!

ختام حديثنا عن دراما رمضان 2016، سيكون مع بابٍ نفتحه على الوجوه الشابة التي في الحقيقة تؤدي أدوار "بطولة الظل" في المسلسلات العربية، ولن نكتفي طبعاً بتعداد الأسماء، لأنّها كثيرة، ولكنّ التركيز على أداء جميلة عوض المتقن لدورها في "جريمة شغف" يجعلها منافسة شرسة لبطلات العمل، حالها طبعاً حال جيسي عبده الخارجة لتوّها من دوامة الكوميديا في صحوةٍ تراجيدية ستشكّل لها محطة مفصلية في حياتها... والبقية تأتي لاحقاً!