رامي العلي في قلب باريس: حين يتحوّل الضوء إلى فستان

by Norah Naji 14 Hours Ago 👁 101

في لحظة طالما انتظرها جمهوره، صعد اسم رامي العلي رسميًا هذا العام على خشبة عروض الهوت كوتور في باريس، بدعوة من الاتحاد الفرنسي، ليعلن عن بداية فصل جديد في مسيرته التي حملت منذ بداياتها بصمة الضوء وسط العتمة.

"Guardian of Light": من الحلم إلى الخيط

تحمل مجموعته الجديدة اسم "حارس النور"، وكأنها تعبير بصري عن عودة الأمل، وانبعاث الجمال من رماد الحرب. على المنصة، تمايلت العارضات بتصاميم تنسج الأنوثة بخفة: فساتين طويلة حالمة، بألوان الباستيل المائية، وأقمشة تلمس الهواء مثل الحرير والكريب، مرصعة بخيوط وخرزات تحاكي نجوم السماء.

لم تكن المجموعة مجرّد عرض أزياء، بل كانت بمثابة صلاة ناعمة لبلد ينهض من بين الركام. يقول رامي، الذي بدأ رحلته في دير الزور ثم استقر في دبي: "نعيش لحظة مليئة بالوعود الجديدة"، وعيناه تلمعان بدموع الامتنان بعد العرض.

لحظة تتجاوز الشخصي

انضمام العلي إلى الجدول الرسمي للهوت كوتور لا يُعد تتويجًا له فقط، بل هو انتصار لسوريا الثقافية، المرئية، الصامدة. بعد سنوات من الغياب عن الساحة الإبداعية بفعل الحرب، تعود سوريا إلى الواجهة بلغة جديدة: لغة الجمال والتطريز والقصّات النابضة بالحياة.

المشهد العربي في قلب الموضة العالمية

شهد أسبوع الهوت كوتور لموسم خريف وشتاء 2025–2026 تواجداً عربياً لافتاً، من إيلي صعب وزهير مراد إلى محمد آشي، جنباً إلى جنب مع العلي. كل عرض كان رواية مستقلة، تهمس بحكايات الهوية والانتماء والتجدد. وحتى المصمم الكاميروني إيمان آيسي، قدّم عرضًا يعكس عمق الثقافة الإفريقية، مؤكداً أن الموضة اليوم هي ساحة واسعة للذاكرة والاعتراف، وليست مجرد أقمشة فاخرة.
وبينما تتراقص فساتين "رامي العلي" تحت أضواء باريس، يبدو أن الأمل قد لبس أخيرًا ثوبًا من نور.