احترام الصغير للكبير
الاحترام من القيم الضرورية التي يجب أن تسود في المجتمع، فلا يستقيم حال أي مجتمع من دون أن يسود الاحترام بين اعضائه. والاحترام يكون في اتجاهين من الصغير للكبير والعكس، تلك العلاقة المتبادلة تعمل على نقل الخبرات بين القطبين دون وجود أي مشكلات، كما تخلق أجواء من التجانس المجتمعي داخل النظام الاجتماعي، تساعد على الحد من الازمات الاجتماعية بين الجميع. انظر موقف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع والد سيدنا أبي بكر الصديق عند فتح مكة عندما أسلم، وأراد أن يأتي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليعلن إسلامه، فقال صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق: "ألا تركته في بيته ونذهب نحن إليه"، وهذا إشارة إلى احترام الكبير. مجموعة من مظاهر احترام الصغير للكبير، نتعرف اليها خلال السطور التالية.
احترام الصغير للكبير في الاسلام
- يجب تربية الأطفال الصغار على احترام الكبير، وعدم رفع أصواتهم على الكبار وهم يتكلمون معهم في أي حال من الأحوال، مع الحرص أن لا تكون لهجة الصغير غاضبة، أكان فيها تعال أو استهزاء.
- الإنصات إلى الكبار والاستماع لهم جيدا وإلى أحاديثهم وعدم الانشغال عنهم بأي أمر، والاهتمام بمشورتهم أيضا.
- ومن أهم مظاهر الاحترام، اتباع رأي الكبير ومشورته.
- الحرص على زيارتهم في منازلهم والتقرب إليهم بتقديم الهدايا، وحمايتهم وتوفير احتياجاتهم.
- الاهتمام والاعتناء بالكبار في السن، ورعايتهم خاصة في حال كانوا يعانون من مرض معين أو تعب، وتقديم ما يحتاجونه من الطعام والدواء.
حديث الرسول عن احترام الصغير للكبير
حرص الإسلام على تقديم الكبير في كل شيء؛ كالتحدُّث في المجالس، والأمر، والطلب، والبدء بالطعام، والجلوس، وغير ذلك من الأعمال، ويظهر ذلك الخلق في الإسلام من خلال حثِّ المسلمين على تقديم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة، وهو الشيء الذي لا ينبغي على أحدٍ تقديم أحدٍ فيه لما فيه من الأجر والمثوبة، ومع ذلك فقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تقديم الكبير فيه في الصف، فدعا إلى أن يليه مباشرةً كبار المنزلة والكبار في العقول وأهل الحكمة من الناس الذين هم في العادة كبار القوم وسادته من حيث المكانة والمنزلة العلمية والعُمريّة؛ حيث روى مسلم عن أبي مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يمسح مَنا كِبَنا في الصلاةِ ويقولُ: استووا ولا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم، ليلني منكم أولو الأحلامِ والنهى، ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم. قال أبو مسعودٍ: فأنتم اليوم أشدَّ اختلافاً).
صور عن احترام الصغير للكبير
- ينبغي الجلوس بطريقة مؤدبة أمام كبار السن مع ضرورة تجنب مد الأرجل بوجههم، أو إدارة الوجه إلى الجهة الأخرى.
- يجب وجود الأطفال الصغار بجانب الشخص الذي يرعى كبار السن؛ بهدف غرس هذه التصرفات والأخلاق النبيلة لديهم.
- تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم، لاحترام الكبير وتوقيره
- إجلال الكبير: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يُجِل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه" (حديث حسن، رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك).
كيفية احترام الكبير
حثَّ الإسلام على حُسن معاملة الكبير والاهتمام به من خلال احترامه وتوقيره وتقديمه في الكثير من الأمور والأعمال، ومن ذلك ما جاء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ليس منا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرنا ويوَقِّرْ كبيرنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينْهَ عنِ المنكَرِ)، ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الجوانب العملية والممارسات الحقيقية في حياة الفرد المسلم، وقد دعا الإسلام من خلال النصوص الصحيحة في الحديث النبوي أو من خلال الحث العملي على احترام الكبير وتوقيره وطبَّق ذلك في عدة مجالات من أمور الحياة.
التعبير عن احترام الكبير
- توقير الكبير: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر". (حديث حسن رواه أحمد في مسنده والترمذي).
- معرفة حق الكبير: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول- الله صلى الله عليه وسلم-: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا؛ فليس منا" (حديث صحيح، رواه البخاري في الأدب، وأبو داود).