ما هو الإعتزاز بالهوية

by Rami Hamdi 3 Years Ago 👁 5887

الإعتزاز بالهوية

الإعتزاز بالهوية أحد الأفعال الفضيلة التي تغذي الوطنية في النفوس، وهي من مترادفات كلمة وطنية. والتي تعني الشعور بالفخر لما يقرر الفرد الإنتماء له. لهذا يمكن دمج مفهوم الوطنيّة مع الإعتزاز بالهوية لكونهما وجهان لعملة واحدة، ويمكن تعريفه بأنه الإحساس بالارتباط والالتزام لأمّة معيّنة، أو دولة، أو مجتمع سياسيّ أو عرقي بما يشمله من دين وثقافة ولغة وتاريخ. ومفهوم الوطنيّة والإعتزاز بالهوية نشأ قبل ظهور مفهوم القوميّة بألفي عام؛ حيث ظهرت القوميّة في القرن التاسع عشر.

للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثار عظيمة، تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن، فمنها مثلاً حدوث قوة في النسيج الاجتماعي، يجعل الأعداء عاجزين عن اختراقه، كما يحدث نهضة في العلم والمعرفة، في شتى المجالات، ويصبح الإقتصاد أكثر قوة، كما يحدث استغلال جيد للعقول المبدعة.

الاعتزاز بالهوية الوطنية

أحد طرق الإعتزاز بالهوية الوطنية هو الفخر بتاريخها. فتاريخ أي أمة هو السجل الثابت لذكريات هذه الأمة وماضيها، ولا يمكن أن يشعر أي وطن بوجوده إلا عن طريق التاريخ الذي يوضح مسالكه ويعبر عنه، لهذا كان المحتلون عبر تاريخهم يسعون إلى طمس التاريخ والهوية الوطنية بوصفهما الطريق الأول لإخفاء الهوية وتشويه ملامحها؛ واحد أهم طرق الإعتزاز هو العمل على إيجاد نهضة فكرية تسعى إلى تثبيت دعائم التاريخ وتوحيد الشعوب خلف هويتها الوطنية الخاصة، وغرز حبها وتقديرها في نفوس المواطنين والمقيمين على السواء.  

الإعتزاز بالهوية الثقافية

يمكن تعريف الهوية الثقافية طبقا للكتب بأنها عبارة عن مجموعة من الصور الثقافية الأساسية الثابتة؛ والتي تُعبر عن ثقافة معينة لمجموعة ما من البشر أو لشخص معين، وهي تهتم بالتناسق بينها وبين العقل من خلال نبذ التطرف الطائفي والعرقي في جميع أشكاله، كما تعبر عن الأفكار والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات لمجموعة ما، والتي تكون في الغالب أمة ذات هوية وحضارة تختلف من مكان لأخر حول العالم، لهذا فالتعريف المختصر للهوية الثقافية أنها المنبع الرئيسي الذي يعبر عن الخصوصية التاريخية للأمة.

وتتنوع مظاهر الاعتزاز بالهوية الثقافية بحسب توجهاته الفكرية والعقائدية، فمنها مثلاً الإعتزاز باللغة والتي تعتبر المكون الأول للهوية الثقافية. تشمل اللغة كل المنطوقات التي تترجم أفكار المجتمع وتفاهماته.

كما أن الإعتزاز بالدين أحد مظاهر الإعتزاز بالهوية الثقافية. فالدين هو المكون الرئيسي الأول للهوية الثقافية. وهويتنا الثقافية العربية تمتلك مقومات خاصة تستمدها من الدين الإسلامي الحنيف؛ فالخطاب القرآني موجه إلى جميع البشر، وهو عمل على تحديد فلسفة الأمة والتعريف بسر الحياة والهدف منها، ولا يدخل في ذلك المعنى فقط إقامة الشعائر الدينية؛ ولكنه موقف عام من ثوابت عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر أسس تكوين الأسرة بشكل صحيح؛ وتعزيز المنهج علمي في التفكير والتأمل بالإعتماد على الوحي والعقل بصورة متوازنة.