بحث عن الذوق العام

by Rami Hamdi 3 Years Ago 👁 564

الذوق العام

يمكن اعتبار الذوق العام تعبيراً مرادفاً لكلمة الأخلاق الحميدة، فمن خلال الذوق العام للفرد يتجلى سوء أو حسن أخلاقه، هذا الفعل يظهر بوضوح من خلال تعامل الإنسان مع الآخرين، والإهتمام بمراعاة شعور الآخرين وظروفهم مهما كانوا فقراء أو أغنياء، مسلمين أو غير مسلمين، وهو خلق حث عليه الدين الإسلامي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أإنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدُكم مني يومَ القيامةِ الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ والمُتَفَيْهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ما المتفيهقون؟ قال: المتكبِّرونَ".

وكلمة الذوق ترجع إلى المصطلح الفرنسي اتيكيت والذي يعني بالعربية الذوق، وهذا المصطلح يشمل اللباقة وحسن التصرف مع الآخرين سواء في التحدث أو التصرفات، كما يعبر المصطلح عن كل شخص يراعي الآداب العامة، ويلتزم بالمعايير الأخلاقية وقيمها المعنوية. لهذا ظهرت في عدد من الدول العربية قوانين تنظم لوائح للذوق العام ومنها المملكة العربية السعودية. كما أصبح هناك عقوبات لمن يخالف قواعد الذوق العام.

أنواع الذوق العام

هناك العديد من أنواع ومظاهر الذوق العام لا تعد ولا تحصى، فكل فعل محمود يراعي الآخرين يدخل في هذا الإطار، فمنها مثلا الاستئذان قبل دخول المنزل، وذلك لأن دخول المنزل لا يتم إلا بموافقة صاحبه. أيضاً إلقاء السلام على كل من يلقاه كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على افشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف. والى جانب ذلك قول شكراً لكل خدمة تقدم للفرد بغض النظر عن وضعه أو مكانته الإجتماعية حتى وان كانت من عامل النظافة. أيضاً من الذوق العام المصافحة باليد للرجال، فهي تقوي العلاقات. والتبسم في وجه الناس فهي صدقة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ. ومن الذوق العام تجنب الصوت العالي والصراخ، وتجنب النظر إلى محرمات الناس. وأيضاً تجنب سؤال الناس عن تفاصيل الحياة الشخصية لهم حفاظا على الخصوصية. ومن ذلك أيضاً الحفاظ على النظافة الشخصية. ومراعاة المرضى عند زيارتهم وأيضا كبار السن، وغيرها الكثير والكثير.

أدبيات الذوق العام

الذوق العام الجيد كان وما زال من أفضل سمات منطقتنا العربية، حيث يعرف عن الأسر العربية الكرم والذوق الرفيع وخصوصا عند حضور ضيوف لهم، فكان قديما يتم ذبح الشاة أو الغنم من أجل الترحيب بالضيف القادم، كما كان الناس يقومون بعزف الربابة عند منزل خيمة رئيس القبيلة، بالإضافة لذلك كانوا يقومون بالترحيب بأي ضيف قادم، دون سؤاله عن سبب الزيارة، وحتى ان لم يكونوا يعرفونه من قبل. وزادت الأخلاقيات في الإسلام، حيث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان على خلق عظيم. وأكمل الرسول المسيرة بوضع القواعد التي أرست معالم أدبيات الذوق العام.