لماذا يمرض الأطفال أكثر بعد بدء المدرسة؟

by Nawa3em 10 Years Ago 👁 6783

فور عودتهم إلى المدرسة، يصاب الأطفال بالمزيد من الأمراض التنفسيّة أكثر من ذي قبل، السّبب؟

حتى لو لم يصب طفلك بالقحة و السعال، حين يدخل إلى المدرسة عامّة في سنّ الثانية، سيتعرّض للمرض المتكرّر. لأنّه لسوء الحظ، وعلى الرغم من جميع حسنات عودة طفلك إلى المدرسة ، تأتي السيّئات، وإصابات الجهاز التنفسيّ العلوي هي واحدة منها.

ما هي؟
إنّ الزكام الشائع تسبّبه فيروسات تدعى بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، لأنّها تصيب الأنف والأذنين والحلق ولكن لا تصيب الرئتين (القسم التنفسي السفلي). وبحسب الأطبّاء، فإنّ الزكام الشائع هو أكثر الأمراض شيوعًا لدى الأطفال، خاصّة الذين يرتادون المدارس والحضانات. تكون هذه الإصابات فيروسيّة في العادة، ولكن يمكنها أن تؤدي إلى إصابة أخرى بكتيريا، يتطلّب علاجها مضادًّا للالتهاب.
ولكن أمر تحوّل المرض من فيروسي إلى بكتيري، كالبرونشيت (حيث تصاب الرئتان)، والتهاب الأذن والتهاب الجيوب الأنفية...
غالبًا يقتصر الأمر على سيلان الأنف، وارتفاع طفيف في الحرارة وطفل كئيب لبضعة أيام، ولكن الأمر سيتطوّر، إذا لم تستطيعي التعامل مع الزكام.
زوّدي طفلك بكمّية كبيرة من السوائل، وحاولي البقاء بجانبه ليرتاح. أعطيه البراسيتامول لخفض الحرارة ودواءً لجفاف أنفه، واهتمي به. تدوم العوارض المذكورة لحوالى أسبوع، ولكن إذا لم يتحسن طفلك، ولاحظت أنّه لا يتغذّى جيّدًا، أو أنّه يعاني من حرارة مرتفعة لـ48 أو 72 ساعة، يستحسن أن تستشيري طبيبك.

متى يكون الأمر أكثر من مجرّد تنشّق متكرّر؟
فيما يمكنك أن تتوقّعي مرض طفلك أكثر من مرّة بعد عودته إلى المدرسة، لأنّه يصبح معرّضًا لعدد جراثيم أكبر ممّا هو معتاد عليه، هناك بعض الأوقات التي يجب أن تراعي فيها إمكانيّة حدوث حالة أخطر يمر بها.
إذا أصيب طفلك من 6 إلى 8 حالات التهاب للأذن في السنة، يجب عندها أن تزوري طبيبًا مختصًّا بالأنف والأذن والحنجرة. كما أن تكاثر حالات التهاب الرئة والالتهابات الخطرة ينذر بشيء خطر، يوجب أن تُخضعي طفلك لتقييم وفحص طبّي مناسب، للكشف عن أيّ أسباب كامنة تحتاج إلى علاج معيّن.

لماذا يمرض طفلك طوال الوقت؟
بما أنّ أغلب حالات البرد تكون فيروسيّة، تكون شائعة خلال الشتاء حيث يمضي الأطفال أوقاتهم في أماكن مغلقة حيث تنتشر الجراثيم أسهل.
خلال السنتين الأوليين، يصاب الطفل بمعدل حوالى 8 إصابات زكام في السنة. ومن ثم تنخفض إلى من 4 إلى 6 إصابات سنويًّا. وبالطبع، إذا بدء طفلك في الذهاب إلى الحضانة قبل سنّ الثانية، سيكون خطر إصابته أكبر لأنّه يتعرّض لجراثيم جديدة لأوّل مرة، ما يجعله أكثر عرضة لحالات الزكام الشائعة.
ولكن يضيف الأطباء، أنّ سنة طفلك الدراسية لن تتأثر كثيرًا إلا إذا عانى من مرض بالغ بسبب ضعف في مناعته.
وتكون عادة الأشهر الأولى هي الأصعب، لأنّها تعرّضه لكمّ كبير من الجراثيم لم يتعرض لها قبلًا. كما أنّ تكرّر المرض والالتقاط السهل لأيّ عدوى يعود إلى عدم اكتمال نموّ نظام طفلك المناعي. لهذا السبب، وحين يكتمل هذا الأخير، يتحسن تدريجًا، وإذا كان طفلك يتغذّى من الرضاعة الطبيعية في سنّ الرضاعة، فسيتمتّع بصحّة جيّدة فلا تقلقي. كما يجب أن تتذكّري أنّ معاناة الطفل من أيّ حساسيّة ستجعله أكثر عرضة للأمراض كالربو والتقاط الزكام.

ماذا يمكنك أن تفعلي حيال هذا الأمر؟
لا يمكنك فعل شيء في هذا الصدد، غير إبقاء طفلك محجوزًا في المنزل. يمكنك فقط التأكّد من أنّ أطفالك يحصلون على الغذاء اللّازم، وهو ليس بالأمر السهل مع طفل في السّنتين من عمره. يمكن في هذه الحالة أن تزوّديه بفيتامين يساعده، وخاصّة أنّه في أغلب الأحيان قد لا يحصل على نظام غذائيّ متوازن. ولا تنسي اللّقاحات المتوفّرة التي تحميه من هذه الأمراض.