الدكتور أنطوان أبو موسى: تليّف الرحم يمكن أن يسبب خسارة الحمل
المشاكل النسائية متعددة و متشعبة لكن اكثرها شيوعًا ما يعرف بليفة الرحم التي يمكن أن تمر مرور الكرام من دون اي آثار، أو قد تكون مترافقة مع عوارض مزعجة لا يستهان بها. لكن ما طبيعة هذا التليف؟ و الى أي مدى يمكن أن يكون خطرًا؟ و ما هي طرق العلاج المعتمدة؟ و هل يمكن ان تتحول إلى ورم سرطاني؟ اسئلة طرحناها على الدكتور انطوان ابو موسى الاختصاصي بالطب النسائي.
بداية اشار الدكتور ابو موسى الى أن ليفة الرحم هي عبارة عن ورم ينشأ نتيجة نمو زائد في النسيج العضلي نفسه للرحم، و بناءً على ذلك و على الرغم من تسميتها، ليست طبيعتها مكونة من نسيج ليفي بل من نسيج عضلي، و يمكن ان تظهر في اماكن مختلفة من الرحم، و بأحجام مختلفة. و بذلك فهي تختلف بأنواعها. و هي من اكثر الاضطرابات النسائية شيوعًا و هناك دراسات تفيد أن ما يقارب 60 الى 70% من النساء معرضات لظهور هذا التليف.
في أيّ عمر يظهر هذا الورم؟
اعلى نسبة له تسجل في الثلاثينيات و الاربعينيات، لكنها يمكن أن تظهر في عمر أصغر، و تجدر الاشارة الى أن هذه الاورام يمكن أن تختفي تلقائيًا بعد بلوغ المرأة مرحلة انقطاع الطمث.
وما هي اسباب ظهور التليف؟
الاسباب غير معروفة، نصف الحالات تعود الى تشوهات جينية تسبب نموًا مبالغًا فيه للخلايا التي تكون العضلات في جدار الرحم.
وهل للعامل الوراثي دور في ظهور التليف؟
نعم يمكن ان يكون له دور لاننا نلاحظ وجودها ضمن العائلات الواحدة.
وما الذي يجعلها تختفي بعد انقطاع الطمث؟
إن حصول هذه الاورام و نموها يتأثر بوجود الاستروجين و البروجيسترون، الهرمونين النسائيين بامتياز، و بما أن نسبة هذين الهرمونين تنخفض في هذه المرحلة العمرية من حياة المرأة اي مرحلة انقطاع الطمث فإن الاورام ايضًا تتأثر بهذا الانخفاض و تختفي عادة.
ذكرتم أن للورم الليفي انواعًا مختلفة، هل يمكن تحديدها أكثر؟
الانواع كما ذكرنا تختلف بحسب الحجم الذي يمكن أن يكون صغيرًا فلا يتعدى السنتيمترات القليلة جدًا، و يمكن ان يكبر حجمها ليصل الى 10 أو 15 سنتيمترًا. و هي قد تنمو إما داخل جدار الرحم او تبرز خارجه، او قد تتكون داخل بطانة الرحم. و طبعًا الحجم و المكان يؤثران على العوارض المرافقة لنموها.
و ما هي العوارض، و كيف تختلف بحسب نوع الليفة؟
هناك قسم من الليف ليس لديه اي عوارض و يتم كشفه خلال الفحص السنوي و الصورة الصوتية.
اما العوارض في القسم الآخر من الليف فهي:
- نزف قوي خلال الدورة الشهرية ، نزف خارج الدورة الشهرية، ثقل و انتفاخ في البطن، ألم في البطن، ألم اثناء العلاقة الحميمة ، ألم اثناء الدورة الشهرية، ضغط على المبولة أو المخرج مما يؤدي الى حاجة متكررة للتبول.
بالنسبة للنزف فهو يحصل في حالة الليفة التي تكون داخل بطانة الرحم او في جداره. أما حجم الليفة فله دور بالنسبة للشعور بالثقل و النفخة في البطن.
هل هناك نساء عرضة اكثر من غيرهن للاصابة بتليف الرحم؟
نعم و النساء الاكثر عرضة هن:
- النساء اللواتي لديهن في تاريخ العائلة حالات تليف في الرحم، أو اللواتي لم ينجبن مطلقًا أو البدينات.
وما هي التأثيرات السلبية التي تترتب على وجود هذا التليف؟
النزف الذي يحصل بسبب الليف يمكن ان يسبب للمرأة فقرًا في الدم، حالات اجهاض متكررة، ألمًا خلال الحمل، و يمكن ان تسبب عقمًا في حال عدم وجود سبب آخر.
هل تؤثر على إمكانية الحمل؟
بعض النساء يحملن و يتمتعن بحمل ناجح على الرغم من أنهن يعانين من أورام ليفية كبيرة نسبيًا في الرحم. تقول إحدى النظريات إن الأورام الليفية تشوّه الرحم بشكل يؤثر على حدوث الحمل أو الاخصاب، بينما تقول النظرية الأخرى إنها تُضعف القدرة على تحمّل و مواصلة الحمل لأن الورم الليفي يؤثر على تدفق الدم.
و ما هي العلاجات المعتمدة في هذا المجال؟
العلاجات الجراحية
العلاج التقليدي هو الجراحة، لكن لا نجري العملية الا اذا سبب الورم مشاكل للمرأة. فإذا اكتشفت و هي بحجم لا يتعدى الاربعة او الخمسة سنتيمترات و لا تشعر بأي عوارض فهي لا تحتاج الا الى مراقبة و متابعة، و الجراحة التقليدية تكون عبر شق البطن و استئصال الورم.
أما الجراحة بالمنظار، فيتوقف استخدامها على حجم الليفة و خبرة الجراح و قدرته على استخدام هذه التقنية.
و يمكن ايضًا اجراء جراحة لاستئصال الرحم بالكامل، و هنا يفترض ان تكون المرأة توقفت عن الانجاب و اكتملت عائلتها.
العلاجات الدوائية
العلاج التقليدي هو باستخدام الهرمونات عبر حبوب منع الحمل ، او حبوب هرمون البروجيسترون. و الهدف هو تخفيف النزف و لا يؤثران بحجم الليفة، و استخدامها مرحلي لنصل الى العملية.
اللجوء إلى الهرمونات لتخفيف أو ايقاف إفراز الاستروجين في الجسم، و بذلك نخلق نوعًا من انقطاع طمث مرحلي لفترة 6 اشهر، مما يؤدي الى تقلص حجم الليفة.
العلاجات الجديدة
- تمييل و قفل الشريان و هذه الطريقة تعتمد على ايقاف تدفق الدم الذي يغذي الورم مما يؤدي الى تقليص حجمه. قد لا تختفي الليفة لكن يمكن ان تؤدي الى موتها.
- تقنية استخدام الموجات فوق الصوتية: تُوجّه عبر هذه التقنية كمية من الموجات الصوتية تحت توجيه الاشعة المغنطيسية، فتعمل هذه الموجات على اتلاف الورم و مكوناته.
هل يمكن ان يتحول التليف بأي شكل من الاشكال الى سرطان؟
يمكن أن يحصل ذلك في حالات نادرة جدًا، و يمكن أن يشك الطبيب بذلك اذا لاحظ ان حجم الورم ينمو بسرعة.