هل تأملين تغيير عادات الشريك السيئة بعد الزواج؟
يمكن للتغيير الشخصي و النموّ أن يصبحا مصدراً للمشاكل في الزواج بسبب تطوّرنا في مراحل مختلفة. يقال إنه حين تتزوج امرأة برجل، تظن أنه الرجل الذي كانت تنتظره، بعدها، تنظر الى زوجها، و تظن أنه بحاجة الى بعض الإصلاحات بعد الزواج، و ستساعده هي على أن يتغيّر، و لكن هل يمكن ذلك؟
الرجل والمرأة يتغيّران
الحقيقة هي أن الرجل و المرأة يتغيّران مع مرور الوقت. و يقول علماء البيولوجيا إن الخلايا تُستبدل في جسدنا كل سبع سنوات بأخرى جديدة. وكذلك الأفكار و السياسات و الاهتمامات التي تطورت على مر السنين. و بينما أظهرت الدراسات أن ميول الشخصيات كالانطوائية و المنفتحة، تظل ثابتة خلال حياة و سن البلوغ، و لكن التغيير يحصل. التغيير الشخصي و التطور يمكنهما أن يصبحا مشكلة في الحياة الزوجية لأن الأشخاص يتطوّرون بنسب مختلفة. فتأمل الزوجة أن يتغيّر زوجها الى الأفضل، كأن يصبح أكثر صبراً و أن يتوقف عن العادات السيئة و غير الصحّية، و أن يمضيا وقتاً أكبر مع العائلة ، كالعمل وقتاً أطول أو أقل، و أن يتواصلا بشكل أكثر فعالية... و أن يسعى الجميع نحو التقدم.
لا تخافي من الاختلافات
أما بالنسبة للاختلافات بينكما، فعلى الرغم من وجودها، لا تخافي منها، بل احتفي بها. و إن كان يلعب بألعاب الفيديو مباشرة بعد عودته من العمل، فاستخدمي ما يسمّى "وقتك أنت" و هو الوقت المخصص لك وحدك. ثم حينما تتفقين مع شريكك، ستعودان لتعيشا وضعاً أجمل و أكثر سعادة.
و إن كان هو من محبّي المنزل ، و كنت أنت فراشة اجتماعية، فكوني واعية للأساليب التي تجعل منزلك أكثر هدوءاً. و إن كان زوجك يرمي جواربه على الأرض، فلا ترفعيها عن الأرض و تنتظري منه شكراً، بل حدّثيه عن الموضوع و ضعا قواعد أساسية للطريقة التي يجب أن تعيشا بها معاً.
و لكن التغيير أحياناً لا يحصل بالوتيرة السريعة التي ترغب فيها المرأة، و قد يكون الزوج غافلاً عن عدم رضاك و استيائك. و إذا لم يلحظ أنه بحاجة ليغيّر شيئاً ما، يمكن للزوج المحب أن يطلب ببساطة التغيير. الجدال و التذمّر و غيرهما، من شأنها أن تجعلك أكثر تعاسة. و لكن الأزواج السعداء يعرفون دوماً أن الشخص الوحيد الذي يجب تغييره هو أنفسنا.
عليك أن تغيّري في عاداتك أيضاً
اعتبري أن زوجك هو شريكك في تغيير نفسك. فحين تقرّرين أنك تنوين تغيير سلوك الآخر، أطلعي زوجك على خطتك لتغيير و تجنيد دعمه. قد تشتعل الطاقة في تطوّر الحياة الزوجية ، و بالنسبة إلى زوجك، مهما كانت أخطاء الشريك أو المشاكل التي يعاني منها، فلا بد من أن يقدر جهودك، و لا بد أنك تأملين أن يفعل.
و لكن ماذا إن لم تشعل سياستك لتغيير نفسك النار في شريكك؟ على الرغم من آمالك و التقدم الشخصي، لا يزال هو مصرّاً و غير قابل للتغيير. و هنا، ستكون الأداة الأكثر تناقضاً في التغيير الزوجي في تصرفك و هي القبول، إذ إن الأزواج يستجيبون بشكل أكبر و أسرع عندما يتلقون التقبّل و الحب من الشريك.
كوني مستعدة لتقبّل و دعم أيّ مجهود يقوم به زوجك نحو التغيير، مهما كان هذا المجهود متزعزعاً أو غير كامل. فإن كان ينوي فعلاً أن يتغير، فكوني مستعدة لتساعديه لا لتعوقي جهوده أو تستخفي بالعملية. قد لا تكون مساعدتك احترافية، و لكنها شديدة الضرورة، ففي النهاية أنت الشخص الأكثر حبّاً بالنسبة له.