عارضات الأزياء وعالم السّياسة: هروب أم نفوذ؟

by Nawa3em 12 Years Ago 👁 7265

أثار تقرير عرضه التّلفزيون الفرنسي أخيراً قضيّة ترشّح بعض عارضات الأزياء من لبنان إلى النّدوة البرلمانيّة، وذلك بعد إعلان عارضات لبنانيّات نيتهنّ دخول البرلمان ما أثار جدلاً واسعاً في الوسط الفنّي والإعلامي، لكن لكلّ واحدة من المرشّحات هدفها ورأيها الذي يكفلّه القانون.

ولا يعتبر لبنان البلد الأوّل الذي تسعى فيه عارضات الازياء اللبنانية لدخول عالم السّياسة، وهناك أكثر من مثل واضح على انتقال العارضات من الموضة إلى عوالم أخرى ومنها السّياسة والأعمال.

هذه كارلا بروني زوجة الرّئيس الفرنسي السّابق نيكولا ساركوزي استطاعت أنّ تصبح سيّدة فرنسا الأولى لما تحمله من طموح وحبّ لزوجها ولو أنها تكره السّياسة، وما زال تداول اسمها في عوالم السّياسة والأزياء والغناء يحظى بوقع خاصّ حتّى بعد انقضاء ولاية زوجها.

في رومانيا بدأت النّجمة وعارضة الأزياء الشّهيرة سانزيانا بوريانا (23 عاماً) بتأسيس حزب سياسي جديد يتألّف من عارضات الأزياء والممثّلات الجميلات فقط كما تطمح إلى رئاسة الحكومة، وأعلنت أن مظهر الوزراء الذين يعانون السُمنة يثير الاشمئزاز، وهي تنوي إذا فاز حزبها في الانتخابات فرض غرامة على الأشخاص ذوي الوزن الزّائد وتخطّط لأن يكون مرشدو السّياحة دائماً من الفتيات، كما ستقوم بفرض غرامة على كلّ كاتب يسيء ويتهكّم على الشّقراوات ويصفهن بالغباء.

أمّا في لبنان فالوضع يختلف، هذا ما تؤكّده صاحبة وكالة عرض الأزياء اللبنانيّة نتالي فضل الله التي قالت إنها مُصرّة على دخول المعترك السّياسي عبر ترشحّها للانتخابات النيابيّة المفترض حصولها في لبنان في أيار – مايو المقبل، ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان أكثر من عارضة أزياء لبنانيّة عزمها الترشّح للنيابة ما أثار علامات استفهام كثيرة واستهجانا واسعا، علماً أن القانون اللّبناني يضمن حريّة ترشّح أي إنسان بالغ وعاقل ومتمتّع بحقوقه القانونيّة والمدنيّة إلى أي منصب سياسي يريده.

وتقول صاحبة وكالة "نتاليز أيجنسي" لنواعم إن ترشّحها أصبح جدياً أكثر بعد تشجيع الناس لها، وتضيف: "ليست المرّة الأولى التي أعلن فيها استعدادي لخدمة النّاس فأنا مواطنة أوّلاً وأخيراً وعملت في مجال الخدمات لفترة طويلة على كافة الصّعد التي كانت تعود بالمنفعة على الوطن، مهنة عرض الأزياء من المهن السّياحيّة التي يتفاعل معها النّاس، فضلاً عن ضرورة إعطاء المرأة حقوقها المدنيّة، وأنا اخترت هذا الوقت بالذات لأثبت أن مهنتي جيّدة للتعرّف على نمط حياة مختلف فيه جمال وأناقة".

تؤكّد نتالي أنها أوّل من أعلنت ترشحّها لدخول البرلمان اللبناني، وما استجدّ من ترشّح عارضات أزياء أخريات لا يعنيها ولو أنها مع حقّهن في الترشّح، وتضيف: "أنا مختلفة عن ميريام كلينك أو غيرها، أنا ناشطة اجتماعيّة ولي اسمي في لبنان والعالم العربي، وكنت أوّل من نادى بتنظيم مهنة عرض الأزياء في لبنان، وبالتالي لم أخذل الناس عند طلب أيّ مساعدة وفق إمكانياتي أو من خلال علاقاتي الإنسانيّة، وهذا كلّه يؤكّد جديّتي في التّرشيح".

من دون شك فإن موقف فضل الله من الترشّح يبقى أسير تجاذبات عديدة واختلافات كثيرة، لكن ميريام كلينك المنشغلة اليوم في برنامج "الزّعيم" الذي سيخرّج ويدعم مشتركاً قادراً على خوض هذه الانتخابات، كان ترشحّها مفاجئاً أيضاً للبرلمان اللبناني، لا تستطيع ميريام كلينك الإجابة عن سؤالنا إنّ كانت مستمرّة في ترشّحها بسبب مشاركتها في البرنامج في هذا الوقت، لكنّها تؤكّد في كلّ ظهور لها أنها تريد التّغيير من خلال ما تقوم به خصوصاً لجهة الخدمات التي تلزم المواطن.

فهل يتّجه البرلمان اللبناني إلى استقبال عارضات أزياء في موسم الانتخابات المقبل، أم تبقى خطواتهن أسيرة منصّات العرض؟