رزان جَمّال: نحن من نصنع الفرص ورفضت أدواراً عالمية لهذا السبب
تَحَدّثت النّجمة اللبنانية البريطانية رزان جَمّال عن رحلتها في الفن والسينما وعن الفرص التي ضَحّت بها رغم أنها كانت ستضعها في منطقة شاهقة من النجومية العالمية، لتكشف عن السبب وهو تمسكها بتقاليدها ومبادئها العربية التي تربت عليها.
لا تخافوا من الخطأ
فيما نصحت رزان الآخرين لتجنّب الصعوبات التي مررتِ بها، بأن حثت الجميع بألا يخافوا من الخطأ؛ معتبرة الأخطاء ليست فشلاً، بل هي تجارب ضرورية لبناء الشخصية وتحديد مسار حياتنا. مؤكدة أنها مرت بالكثير من التجارب التي اعتقدت في البداية أنّها ستكون نهاية العالم بالنسبة لها، ولكنّها كانت السبب في تطوّرها وتعلّمها، إذ تعلمت درساً مهماً ساعدها في النضج وتوضيح أهدافها، لافتة أن الأخطاء تمنحنا الفرصة للتصحيح، وتفتح لنا أبواباً جديدة للنمو.
وتؤكد رزان أن كل تجربة مررت بها، حتى وإن بدت قاسية في حينه، ولكنها كانت جزءاً أساسياً من تعليمها ونضجها. لتحدث نفسها: «هذه المرحلة ستنتهي، وسأخرج منها أقوى وأذكى» إذ إن كل خطأ وكل تحدٍّ كان له دور في بناء شخصيتي ومسيرتي، كما لا يجب البحث عن الكمال، بل عن التعلّم، فالحياة ليست مثالية، وعندما نتقبّل هذا، نصبح أكثر مرونةً وقوّة. كما لا تخجلوا من التغيير، بل احتضنوه.
عملت على تحسين لهجتي العربية
وعن التحدّيات التي واجهتها كامرأة عربية ذات خلفية ثقافية غربية، أكدت رزان أنّ شكلها ولهجتها لم ينسجما مع الصور النمطية، لافتة إلى أنها كانت دائماً «الغريبة»، سواء أكان في الشرق أم الغرب. وأَوضَحَت أنّه في العالم العربي كانت لهجتها مَثَار تَساؤلات، وفي الخارج، شكلها لم يكن مطابقاً للصورة النمطية للمرأة العربية؛ وهذا ما جعلها تعمل على تحسين لغتها، وفهم ثقافتها لتتمكن من تمثيلها بدقّة.
رفضت أدواراً عالمية
وعن رفضها أدواراً بسبب قناعاتها الثقافية، فكشفت رزان أن ذلك كان من أصعب القرارات التي اتّخذتها في مسيرتها الفنية، لتؤكد أنه أحياناً تأتي الفرص المُغرية من صناعة السينما العالمية، خصوصاً الأدوار التي قد تكون كبيرة جداً وتفتح أبواباً جديدة، ولكن في بعض الأحيان، لا تتوافق هذه الأدوار مع قيمها أو ما تؤمن به، مشيرة إلى ضرورة أن تبقى وفيةً لمبادئها وثقافتها، لأنها في النهاية تريد أن تقدّم أدواراً تعكس شخصيتها الحقيقية.
فيما تكشف رزان أنه عُرِضَ عليها دور في فيلم عالمي كان سيمنحها فرصة كبيرة في المجال، ولكنّ الدور لم يكن يتماشى مع قناعاتها الثقافية. وتَأسَف رزان بأن الدور كان سيعزّز مسيرتها على المستوى العالمي، لكنه لم يعكس القيم التي تؤمن بها، ولذلك اتّخذت القرار الصعب برفضه، لتكشف عن شعورها بثقل هذا القرار في البداية؛ لأنّه كان يعني خسارة فرصة كبيرة، ولكن مع مرور الوقت، أدركت رزان أن هذا كان القرار الصائب، لتؤكد أن النجاح الحقيقي لا يأتي فقط من تحقيق الأدوار أو الجوائز، بل من الاستمرار في البقاء مخلصين لذاتنا ومبادئنا، مهما كانت التحديات.
الشهرة
وعن الشهرة أشارت إلى أنها من الخارج تبدو لامعة، وكأنّها حلم يتحقق، ولكن عندما تعيش فيها من الداخل، تدرك المرأة أنها مسؤولية كبيرة جداً، مؤكدة أن من أكثر الأمور التي غيّرتها فيّها الشهرة، هو الشعور المتزايد بالمسؤولية تجاه جمهورها. فيما تلفت إلى أنّ الشهرة يمكن أن تكون مصدراً للإغراء، ولكن عندما تحيط المرأة نفسها بأناس يحبّونه، فهذه فرصة للتأثير الإيجابي، وليست عبئاً ثقيلاً.
الاحتكار
وتحدثت رزان عن الاحتكار في صناعة التمثيل، وهل لكل موهبة فرصتها، لتكشف أن مهنتها لا تختلف عن المهن الأخرى في العالم. ولكن هذا لا يمنع أن أخلق فرصتي بنفسي.
صناعة التمثيل ليست عادلة
ولفتت رزان إلى أنّ الواقع هو أنّ صِناعة التمثيل ليست دائماً عادلة، ومن الصعب إنكار أنّ هناك بعض الممارسات التي تفضّل البعض على حساب الآخرين، مشيرة إلى أنّ العديد من المواهب لا تحصل على الفرصة المناسبة فقط لأنّها لا تعرف «الطريق» أو لا تنتمي إلى الدوائر التي غالباً ما تتحكم في هذه الفرص، حيث أحياناً نجد أن بعض الأشخاص يصلون إلى النجومية بسرعة أكبر لمجرد أن لديهم شبكة علاقات أو يتبعون الطريق التقليدي الذي يؤدي إلى الشهرة، بينما يظل آخرون، وقد يكونون أكثر موهبةً، في الظل لمجرد أنهم لم يحظوا بتلك الفرص.
نحن من نصنع الفرص
وتبث رزان الأمل لتقول: «لكن في النهاية، أؤمن بأن الإبداع الحقيقي لا يمكن أن يُخمد. حتى وإن كانت الصناعة مليئة بالتحدّيات والصعوبات، فإن الموهبة الحقيقية ستجد طريقها في النهاية»، مشيرة إلى أن الحياة ليست دائماً عادلة، لكن ما علينا فعله هو أن نصنع فرصنا بأنفسنا. فإذا لم تأتِ الفرصة من الخارج، يمكننا أن نخلقها من داخلنا. فالإبداع لا ينتظر، بل يسعى ويبحث عن وسيلة للتعبير، متابعة أنها تعتقد أن كل مَن يمتلك الموهبة والإصرار سيجد في النهاية الفرصة التي يستحقها، حتى وإن كانت قد تأخّرت.