عدد سكان البرتغال 2025

عدد سكان البرتغال 2025

Rowaida Mahmoud by 18 Hours Ago

تُعد البرتغال واحدة من الدول الأوروبية التي تتمتع بتاريخ عريق وموقع جغرافي مميز، إلا أن مسارها الديموغرافي خلال السنوات الأخيرة شهد تغيّرات ملحوظة أثرت في بنية المجتمع وتوزيع السكان. ومع حلول عام 2025، بات الاهتمام يتركّز على فهم حجم السكان واتجاهات نموهم، خاصة في ظل انخفاض معدلات المواليد وارتفاع متوسط العمر، إلى جانب دور الهجرة في موازنة التركيبة السكانية. وفي هذا السياق، يبرز سؤال مهم: ما هو عدد سكان البرتغال في منتصف عام 2025، وما العوامل التي ساهمت في تشكيل هذا الرقم؟ يساعد هذا المقال في استعراض أحدث البيانات السكانية وتحليل الاتجاهات المؤثرة في توزيع السكان ومستقبلهم داخل البلاد.

ما هو عدد سكان البرتغال 2025

تُعد البرتغال من الدول الأوروبية ذات التاريخ العريق والحضور الجغرافي المهم على أطراف القارة، ورغم مساحتها المتوسطة، فإنها تتميز بتركيبة سكانية مستقرة نسبيًا وتغيّرات ديموغرافية لافتة. وفي عام 2025، تشير البيانات إلى أن عدد سكان البرتغال يبلغ نحو 10.41 مليون شخص في منتصف العام، وهو رقم يعكس واقعًا ديموغرافيًا يتسم بالتباطؤ في النمو وارتفاع متوسط الأعمار، مع اعتماد متزايد على الهجرة لتعويض انخفاض الخصوبة.

ويتأثر عدد سكان البرتغال بمجموعة من العوامل الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في تشكيل النمو السكاني واتجاهاته. ويُعد معدل المواليد المنخفض أحد أبرز هذه العوامل، حيث شهدت البلاد خلال العقود الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في الخصوبة، نتيجة التحولات الاقتصادية، وتغير أنماط الحياة، وارتفاع متوسط أعمار الزواج، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل.

في المقابل، تلعب الهجرة الخارجية دورًا مهمًا في استقرار عدد السكان، إذ تعتمد البرتغال بشكل متزايد على دخول المهاجرين لتعويض انخفاض المواليد ولتلبية احتياجات سوق العمل، خصوصًا في القطاعات التي تعاني من نقص العمالة.

كما يؤثر ارتفاع متوسط العمر المتوقع في زيادة نسبة كبار السن داخل المجتمع، ما يجعل الهرم السكاني يميل نحو الشيخوخة، وهو تحدٍ بارز تواجهه البلاد. وتساهم السياسات الحكومية  مثل برامج دعم الأسرة، وتشجيع الهجرة المنظمة، وتحسين الخدمات الاجتماعية  في محاولة معالجة هذا الاختلال السكاني.

إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الاقتصادية مثل مستوى الدخل، وتوفر فرص العمل، وجودة الخدمات الصحية والتعليمية دورًا في جذب السكان أو دفعهم للهجرة. وبشكل عام، يمثل التفاعل بين هذه العوامل المحرك الرئيسي لتغيرات عدد السكان في البرتغال خلال السنوات الأخيرة.

ويتسم التوزيع الجغرافي للسكان في البرتغال بعدم التوازن، حيث تتركز الكثافة السكانية بشكل كبير في المناطق الساحلية مقارنة بالمناطق الداخلية. تُعد المنطقة الشمالية ومنطقة لشبونة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، إذ تضم العاصمة لشبونة ومدينة بورتو النسبة الأكبر من السكان نظرًا لكونهما مركزين اقتصاديين رئيسيين يوفّران فرص عمل واسعة وخدمات تعليمية وصحية متقدمة. وتتمتع هذه المناطق ببنية تحتية قوية وديناميكية اقتصادية عالية، مما يجعلها نقطة جذب للمقيمين والمهاجرين على حد سواء.

أما المناطق الداخلية مثل ألينتيخو وبييرا الداخلية فتُعد أقل كثافة سكانية، حيث تعاني من الهجرة الداخلية نحو المدن الكبرى وتراجع معدلات المواليد، الأمر الذي أدى إلى شيخوخة سكانية واضحة وانخفاض عام في عدد السكان فيها. كما تشهد منطقتا ماديرا والأزور وهما أرخبيلان يتمتعان بحكم ذاتي  ونمطًا سكانيًا خاصًا، إذ يمتلكان كثافة سكانية متوسطة تُناسب طبيعة النشاط السياحي والاقتصادي فيهما.

ويعكس هذا التفاوت الجغرافي في توزيع السكان التوجهات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، حيث تميل الكثافة السكانية إلى التركز قرب المراكز الحضرية والمناطق الساحلية التي توفر جودة حياة أفضل وخدمات أكثر تطورًا. وفي المقابل، تواجه المناطق الريفية تحديات في جذب السكان والحفاظ عليهم، بسبب محدودية الفرص الاقتصادية وتراجع التنوع المهني.

يشكل تقدير عدد سكان البرتغال لعام 2025 والبالغ 10.41 مليون نسمة انعكاسًا واضحًا لواقع ديموغرافي متعدد الأبعاد. فرغم النمو البطيء، فإن البلاد تحافظ على استقرارها السكاني بفضل الهجرة وتطور الخدمات. وبينما تبرز التحديات المتعلقة بالشيخوخة وتراجع الخصوبة، فإن الفرص الاقتصادية والاجتماعية لا تزال كبيرة. وتبقى البرتغال مثالًا لدولة تعمل على الموازنة بين ثبات عدد السكان وتحقيق التنمية المستقبلية.

 

 

إضافة التعليقات

.