أولمبياد باريس 2024 ترفع شعار "المساواة الكاملة بين الجنسين"
عندما تم إحياء الأولمبياد في أواخر القرن التاسع عشر، كانت المشاركة النسائية تقتصر على التصفيق، والآن بعد مرور 128 عام على بداية هذا الحدث العالمي الكبير، تصل المشاركة النسائية أخيراً إلى نسبة 50%، ليكون شعار أولمبياد باريس 2024 هو المساواة الكاملة بين الجنسين سواء في الألعاب وأيضاً في حفل الافتتاح، إذ اقترحت اللجنة الأولمبية الدولية على كل وفد وطني، ترشيح اثنين من حاملي العلم، رجل وامرأة.
التساوي بين الجنسين لن يقتصر فقط على عدد المشاركين، بل سيتم تسليط الضوء على المشاركات النسائية بشكل خاص، إذ تقرر أن يكون الحدث الأبرز في رياضة ألعاب القوى قبل الحفل الختامي لماراثون السيدات، بدلاً من ماراثون الرجال كما جرت العادة.
الوصول إلى هدف التساوي الكامل بين الجنسين رحلة طويلة من الكفاح النسائي في الأولمبياد، رحلة بدأت في أولمبياد باريس 1924، عندما كانت المشاركة النسائية تشكل 4% فقط من المتنافسين، وسُمح لهن بالمشاركة في الألعاب الرياضية التي تعتبر مناسبة لهن، مثل السباحة والتنس والكروكيه.
وفي أولمبياد أمستردام 1928، تم السماح للنساء بالمنافسة في ألعاب القوى للمرة الأولى، ولكنها مشاركة باءت بالفشل بسبب إنهاك المشاركات بعد نهائي سباق 800 متر، فتقرر استبعادهن من اللعبة، وتم منع النساء من المشاركة في أي سباق تتعدى مسافته 200 متر، وذلك حتى عام 1968، إذ تم السماح لهن بالمشاركة مرة أخرى في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس عام 1984، عندما شاركت العداءة المغربية نوال المتوكل في سباق 400 متر حواجز للسيدات، لتصبح أول رياضيّة مغربية على الإطلاق تفوز بميدالية ذهبيّة أولمبية، وتحقق انتصاراً عظيماً للنساء.
من المشاركة بنسبة الربع فقط في البرنامج الأولمبي عام 1967، وصلت النسبة إلى 44% في أولمبياد لندن 2012، وهي النسخة الأولى من الأولمبياد التي تمكنت فيها النساء من المشاركة في جميع الألعاب الرياضية، لترتفع النسبة في أولمبياد طوكيو 2021 إلى 48%، واليوم تحصل النساء على المشاركة المتساوية بالكامل في أولمبياد باريس 2024 بنسبة 50%، في انتصار عظيم للمسيرة الرياضية النسوية، ليصبح مصدر إلهام لجميع نساء العالم، أنه لا يوجد مستحيل أمام أي امرأة لتحقيق أهدافها.