انفصال الطفل عن أمه مرحلة حساسة تحتاج إلى رعاية خاصة

by Nawa3em 11 Years Ago 👁 7222

النمو النفسي للطفل لا يحصل، كما يظن البعض، بهدوء وسلام تام، فهو يمر بمراحل عديدة بعضها متوازن وبعضها الآخر مليء بالصراعات النفسية التي تسبب العديد من الأزمات لكل من الطفل ووالديه، تختلف حسب العمر وهي تدل على تغيرات طبيعية وضرورية لنمو نفسي صحي وسليم.


ومن أبرز هذه الأزمات أزمة الانفصال التي قد تؤلم الأم والطفل أيضاً فمتى يشعر الطفل بهذه اللحظة ويجب التعامل معها؟

تعتبر لحظة الولادة أول انفصال عن الأم، لكنه  يبقى انفصالاً جسدياً فقط ولا يصل إلى الانفصال النفسي. والجنين منذ تكوينه يمكن أن يشعر بأمه وبأحاسيسها الإيجابية أو السلبية. فإذا كانت الأم مثلاً تعاني من الاكتئاب خلال فترة الحمل، سوف يشعر هو بحزنها. ويستمر هذا الوضع إلى الشهر الرابع من عمره - بحسب مدرسة التحليل النفسي - ففي هذه الفترة تكون" الأنا" لديه غير مكونة بعد بشكل كامل بل منصهرة مع" أنا" الأم وفي هذه المرحلة يبني الطفل علاقة مجزأة معها أي يشعر بها من خلال رائحتها  أو ملمسها... لكنه لا يراها كشخص كامل.

ويبدأ الطفل ببناء علاقة "متكاملة " مع الأم بعد انفصاله نفسياً عنها فيشعر بها على أنها كائن كامل يؤمن له حاجاته الجسدية والنفسية. لذلك فإن تعلقه بها يكون طبيعياً في هذه المرحلة، ويبكي عندما لا تكون  بجانبه أوعند حمله من قبل شخص غريب، مما يدل على التطور الطبيعي للطفل، وبداية اختباره لقلق الانفصال.

ماذا نفعل؟
من الضروري أثناء الانفصال الجسدي الأساسي إحاطة الطفل والاعتناء به جيداً وإعطاؤه الحنان والعاطفة اللازمة لتعزيز الشعور بالأمان لديه. وأثناء الانفصال النفسي يجب أن تُبنى العلاقة مع الأم على أسس ثابتة ومتينة تجنب الطفل الشعور بالقلق وطبعاً الاطمئنان، وفي حال تركه، يجب أن لا يجبر على الانفصال فجأة، فقضاء عدد من الساعات معه في الحضانة مثلاً يساعده على تحمل الغياب بشكل أفضل، وذلك ليس ليعتاد لكن لإعطائه الوقت الكافي ليشعر بالأمان، ومن المستحسن أن لا يطول غياب الأم والأهم من ذلك تأمين الثبات في العلاقة، بمعنى آخر ان تفسر الأم للطفل بجمل بسيطة أنها ستعود  وأنها لن تتركه وهذا "الغياب" الذي يلحقه "رجوع" لا يضحي مؤلماً أو مقلقا بالنسبة إليه.