سكّري الحمل حالة شائعة فهل يمكن تفاديها؟

by Nawa3em 10 Years Ago 👁 2779

سكّري الحمل من المشاكل الشائعة عند الحوامل، وغالبًا ما تحدث عند اللّواتي يعانين من السّمنة. لكن هل هذه الفئة هي الوحيدة المعرّضة لمرض سكّري الحمل؟ وكيف تعرفين أنّك مصابة به؟ وهل يمكن تفاديه؟


ما هو سكّري الحمل؟
سكّري الحمل هو نوع من السكّري تعاني منه النساء الحوامل بنسبة بين 2% إلى10%، ويعدّ من الحالات الأكثر شيوعًا بينهنّ. السكّري معقّد، وهو باختصار أنّك تعانين من ارتفاع غير طبيعي في معدّل السكّر في الدّم. إليك ما يحصل:
حين تأكلين، يحوّل نظامك الهضميّ أكثر الأطعمة إلى نوع من السكّر يسمى غلوكوز، الذي يدخل إلى مجرى الدّم. ومن ثم، وبمساعدة الأنسولين، تستخدم خلاياك الغلوكوز كمشغّل لها. ولكن، إذا كان جسمك لا يفرز ما يكفي من الأنسولين (هورمون يفبركه البنكرياس)، أو أنّ جسمك يعاني من مشكلة في الاستجابة للأنسولين، سيحتوي دمك على الكثير من الغلوكوز بدل أن ينتقل إلى الخلايا ويتحوّل إلى طاقة. وحين تكونين حاملًا، يمكن لهورمونات الحمل أن تجعل خلاياك أقلّ استجابة للأنسولين، ولكنّها ليست مشكلة حين يفرز البنكرياس ما نقص من الأنسولين. أما في حال لم يفعل، فإنّك ستعانين من سكّري الحمل. تتخلّص أغلب الّنساء الحوامل من هذا السكّري بعد الولادة، ولكنّك قد تتعرّضين له في أيّ حمل لاحق.

كيف تعرفين أنّك تعانين من سكّري الحمل؟
عادة، ليس لسكّري الحمل أيّة عوارض، لهذا السبب، يُجرى فحص له عند الحامل بين الأسبوع الـ24 والـ28. ولكن، إذا كنت تواجهين خطر السكّري (كالسكّر في البول)، سيطلب منك الطبيب فحصًا في الزيارة الأولى، وسيعيده بين الأسبوعين المذكورين إذا كانت نتيجة الأوّل سلبيّة.

كيف تعرفين إن كنت معرّضة لسكّري الحمل؟
- إذا كنت تعانين من السمنة.
- عانيت من سكّري الحمل في حمل سابق.
- وجود السكّر في بولك.
- تاريخ عائليّ حافل بالسكّري.
قد يُجري لك الطبيب أيضًا فحصًا مبكرًا إذا:
- ولدت سابقًا طفلًا كبيرًا الحجم.
- مررت بتجربة ولادة طفل متوفّ لم تُعرف أسبابها.
- أنجبت طفلًا يعاني من عيب خلقيّ.
- تعانين من ارتفاع بضغط الدّم.
- عمرك فوق الـ35 سنة.
كما أنّ كسب الكثير من الوزن الزّائد خاصّة في الفصل الأوّل من الحمل يزيد من خطر سكّري الحمل.

كيف يؤثّر سكّري الحمل على صحّة الأمّ وطفلها؟
تنجب أكثر النساء اللّواتي يعانين من سكّري الحمل أطفالًا أصحّاء. وقد تكون التغيّرات في النّظام الغذائيّ والتمارين الرياضيّة كافية للحفاظ على معدّلات السكّر ضمن السّيطرة على معدّل السكّر في دمك، على الرّغم من أنّك قد تحتاجين لدواء للحالة.
يجب أن تحرصي دائمًا على مراقبة معدّلات السكّر أثناء الحمل، لأنّه قد تكون لها تأثيرات قصيرة وطويلة الأمد عليك وعلى طفلك. فإذا كان معدّل الغلوكوز عاليًا في دمك، سينتقل إلى دم طفلك، ما سيجعل بانكرياسه بحاجة لإفراز المزيد من الغلوكوز. قد يسبّب هذا الأمر تزايدًا في حجم طفلك، فيصعب خروجه من قناة الولادة، ما قد يسبّب له كسورًا في الكتف أو العظام أو ضررًا في العظام، ما يستدعي عمليّة خاصّة لولادة طفلك.

ماذا يمكنك أن تفعلي لتتفادي خطر سكّري الحمل؟
يجب عليك أن تحافظي على وزنك منخفضًا، بخيارات غذائيّة صحّيّة، والتمارين الرياضيّة المنتظمة التي ستساعدك على تفادي المرض. كما أنّ الرّضاعة الطبيعيّة قد تؤمّن لك بعض الحماية، بما أنّها تساعدك على خسارة الوزن بسرعة بعد الولادة، كذلك تخفّف خطر الإصابة بالسكّري- النّوع الثاني وأمراض القلب.
كذلك الرّضاعة الطبيعيّة مهمة لصحّة طفلك أيضًا، إذ إنّها تؤثّر إيجابًا على عمليّة الأيض وتفادي سمنة الأطفال وإصابتهم بالسكّري لاحقًا. كذلك يجب كي تقلّصي خطر إصابة طفلك بالسكّري أن تعوّديه على الغذاء الصحّي والرياضة المنتظمة.