كيف تعلمين طفلك أن يُظهر الشكر لعائلته؟

by Nawa3em 10 Years Ago 👁 2642

قد لا يحب طفلك كلّ هديّة تقدّم إليه، و لكن من الضروري له أن يظهر الشكر. إذاً، ابدئي بتعليم طفلك هذا الأمر الآن في موسم الأعياد.

إن مقولة القدماء التي تعرف "العطاء أفضل بكثير من الأخذ" تحتل مكانة منطقية جداً لدى أهل الأطفال في سن ما قبل المدرسة في موسم الأعياد، إذ إن تقديم هدية هو مهمة خالية من التوتر، مقارنة مع انتظار تلقي الهدية، الذي ينطوي على الكثير من التوتر خاصة بالنسبة للأهل الذين ينتظرون ليروا ردة فعل طفلهم تجاه الآخر الذي قدم له الهدية سواء كان صديقاً أو قريباً... من السهل أن ينبهر طفل في سنّ الرابعة بفستان أميرة الجليد كهدية، و لكن ما الذي سيحصل إذا فك العقدة و مزق ورقة التغليف ليجد زوجاً من القفازات الصوفية المحوكة عوضاً عن سيارة بالتحكم عن بعد، أو الرجل الآلي أو الدمية التي كان يحلم بها؟ هنا، لا بد من أنك دائمة الحاجة الى اعتذار عن ردة فعل طفلك المدلل.

 و لكن اتضح أنّ بإمكانك أن تعلمي طفلك الشكر منذ سن صغيرة، إذ إن الأطفال يبدأون بتنمية هذه الخصال منذ حوالى سنتهم الثالثة، وفقاً لما يقوله العلماء النفسيون المختصون بالأطفال. و يبدو أنهم توصلوا الى أن الأطفال من سن أربع سنوات و حتى أصغر، قادرون على التمييز بين إخفاء الحقيقة حفاظاً على مشاعر الآخرين، و بين الأكاذيب للمنافع الشخصية.

و أضاف المختص أنهم يعرفون أن كلا النوعين من عدم الصدق سلبيان، إلا أنهم قادرون على التمييز بين درجات السوء، إذ إن الأكاذيب البيضاء هي أفضل بقليل من الأكاذيب الكبيرة، لتفادي خيبة أمل الآخرين. كذلك هم يفهمون هدف تجميل الحقائق بهدف تفادي إيذاء مشاعر الآخرين.

درّبيه باكراً

وفقاً لإحدى الأمهات التي بدأت تدرب أطفالها على اللطف و الشكر منذ سن الثانية، بدأت من خلال وجبة الطعام، حيث علمت ابنها و ابنتها الصغيرين أن يقولا "شكراً أمي لهذه الوجبة اللذيذة" فور جلوسهما الى مائدة الطعام.
و قالت الأم إن الأمر بدأ بمثابة الدعابة، حيث إنهما حتى لو رفضا تناول الطعام الذي أعدته، اعتادا أن يشكراها عليه أولاً، إلا أنه اتضح لاحقاً أنه شيء مثمر بالنسبة للأطفال، و عادة يعتمدونها مع الجميع. و أضافت أن طفليها اللذين بلغا سن الدخول الى المدرسة، يشكران الناس بشكل انعكاسي بعد أيّ أمر جيد يفعلونه لهما، و يأخذان الأمر على محمل الجدّ و لا يعتبرونه تحصيلاً حاصلاً أبداً.

الابتعاد عن المبالغة أمر مطلوب

لتحصلي على نتائج مرضية، لا تبالغي في قيادتهما، و من الجيد أن تتكلمي عن توقعاتك حيال إظهار أطفالك للشكر ، و لكنك يجب أن تتفادي لطفل صغير أن يتدرّب، إذ إن الأمر قد ينعكس سلباً. ففي موقف حصل مع أحد الآباء الذي علم طفله في سنّ ثلاث سنوات أن يقول عن كل ما يحصل عليه من تحت شجرة العيد "أحببته"، حدث أن تلقى الطفل هدية أعجبته فعلاً و كثيراً، فالتفت الى والده مرتبكاً، و قال له "أنا فعلاً أحب هديتي، فماذا أفعل الآن"؟

اشرحي له سبب الشكر وأعطيه الإشارات

أعطيه مؤشرات و دلالات، حيث يفضّل بعض الآباء و الأمهات أن يعتمدوا على إشارة معينة كغمزة أو تربيتة على الكتف، لتشجيع الردود المناسبة و الشاكرة من صغارهم. و إذا لم يستجب لهذه المؤشرات، فقد يكون عليك أن تنبّهيه كلامياً.
اشرحي لطفلك ماذا يعني الشكر فعلاً، و الأفضل أن تساعديه على فهم المعنى الكامن خلف هذه العبارة. اشرحي لطفلك أن الشكر لم يأت لقاء الهدية المادية، بل لقاء تفكير الآخر به و الوقت الذي أمضاه و هو يفكر بالهدية و يشتريها. من هذه النقطة، مهما كانت الهدية، فسيكون طفلك شاكراً جداً.