أيّ نوع من الأمّهات أنت؟ وكيف تتعاملين مع أولادك؟

by Nawa3em 10 Years Ago 👁 5684

يمكن الأمومة أن تكون صعبة عبر تعليم نفسك الأسلوب الصحيح للأمومة أو الأبوّة، إذ إنّ هذا الأمر له تأثير كبير على سعادة الأطفال ونجاحهم.

هل سمعت يوماً ذاك الصوت الخافت في رأسك يقول لك إنّك أمّ غير ناجحة؟ إنّك شديدة الصرامة أو شديدة الليونة، تتدخلين كثيراً أو لا تتدخلين بما فيه الكفاية، تعملين كثيراً أو تشترين كثيراً، أو أنك تفشلين في تحويلهم نحو المدرسة أو الجامعة الصحيحة؟ لا تقلقي فالكلّ يسمعونه.

قد لا تكونين الأمّ الأكثر تدخلاً: "ماذا، فرضك المنزلي؟ ألا ترى أنني مشغولة بالحديث على الهاتف؟" قد تقولين لنفسك أنّ هذا الأمر سيدفع طفلك نحو المزيد من الاستقلالية. و لكن الدراسات أظهرت أنه سيجعلهم يشعرون بأنهم غير محبوبين أو أنك ترفضينهم، ما يؤدي إلى مهارات أكاديمية واجتماعية متدنّية.

لعلّك لست الأم المسيطرة التي تصرخ، و تؤنّب و تعاقب. بالطبع لديك عادة سبباً وجيهاً لتأنيب أطفالك، وأنك تؤمنين أنّه عملك كأمّ أن تعلّميهم الصحّ من الخطأ، و أن تحضّريهم للحياة. و لكنّ الدراسات أظهرت أنّ هذا الأمر يجعل الطفل غير سعيد و يضعف ثقته بنفسه ويجعله غير ودود.

أو قد تكونين أمّاً متسامحة و تكونين دائماً إلى جانب أطفالك، و أن تستمعي و أن تدعمي، و لكنك أيضاً تجدين أنّه من الصعب ضبطهم و تنظيمهم. "بالطبع، لا بأس بذهابك مع صديقك، و لكن لا تنسَ واجبك المدرسي، حسناً عزيزي؟ لم تستطع أن تنجزه لأنك عدت متأخراً؟ و لكن هذا الأمر ليس جيداً، و حاول أن لا تكرّره مرة أخرى". أظهرت الدراسات أنّ هذا الأسلوب في الأمومة من شأنه أن يؤدي إلى فقدان الأطفال للسيطرة على أنفسهم، و إلى إنجازات مدرسية ضعيفة، كما إلى احتمال الانجرار في طرق غير سليمة.

أو أنك ربما قد تلحظين أنك الأم الجاسوسة، و هي إضافة حديثة إلى أساليب الأمومة، و تباين للنوع المتساهل و المتسامح. فهنا، يكون التدخل مع خطوة إلى الأمام. ففي حال وجدت نفسك تضعين جهاز تتبّع في هاتف طفلك الذي يبلغ 16 سنة من العمر، لعلك يجب أن تطّلعي أكثر على هذا الموضوع. إذ إنّ أطفال الأهل الذين يحملون هذه الصفات قد يفتقرون إلى الطاعة، و يشعرون بالقلق بسهولة، و يصابون بالكآبة في سن البلوغ.

قد تكونين أيضاً الأم اللبوة، حيث لا يسمح لديك باللعب على الكومبيوتر أو الذهاب للنوم عند صديق، أو في الواقع أن تسمحي لهم بالقيام بأيّ شيء تعتبرينه أنت مضيعة للوقت. بل العكس، يجب أن يدرسوا أكثر في المدرسة، و أن يتسجلوا في صفوف إضافية في المنهج كالموسيقى أو الفن. و لكن الخبر السعيد لمن يظن أنّ هذه الأمور مبالغ بها، هو أنها فعلاً مبالغ بها. فقط أظهرت الدراسات أنّ أطفال أمهات "اللبوة" لا يتمتّعون بأداء أفضل من أداء أطفال الأمهات المسيطرات، و أنّ احتمال انضمامهم إلى أفضل الجامعات ضعيف.

مع قلقك من ناحية أسلوب الأمومة الذي تتّبعينه، قد ترين أنه من السهل أن تنزلقي إلى الإحساس بالذنب، و أنك تتّبعين كلّ الأشياء الخاطئة مع أطفالك أو مراهقيك. و لكن إلقاء اللوم على أنفسنا لن يقودنا إلى مكان أبعد، سيقودنا إلى استراتيجيات مراضاة كالتوسل والتساهل و تقديم الهدايا.

إذاً، ما هو الجواب الصحيح؟ الجميع هنا يميل إلى أسلوب الأمومة السلطوي، الذي يفرض النظام و في نفس الوقت يمنح الأطفال دفئاً و حناناً و لكن مع نوع من التوازن. هنا، يجب أن ترسمي الحدود، و أن تراقبي سلوكهم، و أن تعزّزي استقلاليتهم، و أن تتواصللي معهم دائماً.