تعرّفي إلى فيروس الروتا الذي أودى بحياة طفلة لبنانية

منذ أسبوع تقريباً ظهر أب مفجوع في وسائل الإعلام ليتحدث عن وفاة ابنته التي تبلغ من العمر 5 سنوات، والتي أدخلت إثر إصابتها بإسهال حاد ناتج عن فيروس الروتا إلى أحد مستشفيات العاصمة بيروت الذي حمّله الأب مسؤولية وفاة طفلته. ولحين انتظار نتائج التحقيقات، ما علينا نحن كأمهات إلا أخذ أقصى الاحتياطات لحماية أطفالنا من هذا الفيروس. فما هو الروتا فيروس ومن يصيب وهل يمكن الوقاية منه؟

لا بد أن جميع الأطفال تقريباً يصابون بحمى الروتا في سنّ الخامسة من عمرهم. هذا الفيروس هو السبب الأكثر شيوعاً للإسهال، و إصابة معوية شديدة تسبب الجفاف و الإسهال عند الأطفال الصغار و الأكبر سناً.
و يسبب الاسهال الناتج عن هذا المرض أكثر من نصف مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً، و خاصة في البلدان النامية، حيث ينتشر سوء الغذاء و حالات وفاة عند الأطفال بنسبة كبيرة.

المؤشرات و العوارض

يعاني الأطفال المصابون بفيروس الروتا من الحرارة، و الغثيان، و التقيؤ، و غالباً ترافقها تقلصات معوية و إسهال مائي شديد و متواتر. كما يمكن للأطفال أن يعانوا من قحة و من سيلان في الأنف. و لكن ككل الفيروسات، يمكن لبعض الإصابات بفيروس الروتا أن تسبّب بعض العوارض أو لا تسبّبها أبداً و خاصة لدى البالغين.
في بعض الأحيان الإسهال الذي يرافق إصابة فيروس الروتا شديد جداً الى حد أنه يقود فوراً الى جفاف. تتضمّن المؤشرات على الجفاف العطش، و الحساسية، و اضطراب الراحة، و الكسل و عينين غائرتين و جفاف الفم و اللسان و البشرة، و تراجعاً في الدخول الى الحمام للتبول، و بالطبع حفاضاً جافاً لدى الأطفال لساعات عدة.

العدوى

إن الإصابة بهذا الفيروس تكون أكثر شيوعاً خلال أشهر الشتاء و الربيع، و هي مشكلة استثنائية في مراكز العناية بالأطفال و المستشفيات تحديداً لأن هذا الفيروس شديد العدوى.
يمر الفيروس عبر براز الأشخاص المصابين و بعد ظهور عوارض الإصابة عليهم. يمكن للأطفال أن يتلقوا العدوى إذا وضعوا أصابعهم في فمهم أو بعد لمس شيء يحمل الفيروس، و غالباً ما يحصل هذا الأمر لأن الأطفال لا يغسلون أيديهم بما فيه الكفاية، خاصة قبل تناول الطعام و بعد الدخول الى الحمام.
الأشخاص الذين يهتمون بالأطفال، بمن فيهم العاملون في هذا المجال، يمكن أن ينشروا الفيروس أيضاً، خاصة إذا لم يغسلوا أيديهم بعد تغيير الحفاضات.

الوقاية

تنصح الأكاديمية الأميركية اليوم أن يُضم لقاح فيروس الروتا إلى لائحة اللقاحات الإجبارية التي تعطى للأطفال لتعزيز مناعتهم ضد بعض الأمراض.
و قد ظهر أن لقاح الروتاتيك يقي من حوالى 75% من حالات فيروس الروتا و من 98% من الحالات الخطرة، كما يتوفر أيضاً لقاح آخر أثبت فعاليته بالوقاية من حالات الإصابة بالروتا فيروس.
يمكن لغسل اليدين جيداً و بشكل متكرر أن يحد من انتشار الفيروس. أما عن الأطفال المصابين، فيجب أن يبقوا في المنزل للعناية و بعيداً عن الحضانات حتى تنتهي حالة الإسهال. في المستشفيات، يمكن السيطرة على انتشار الروتا فيروس من خلال عزل المرضى المصابين و من خلال اعتماد تدابير صارمة و منتظمة في غسل اليدين.

العلاج الطبّي

قد يحتاج طفل يعاني من الجفاف الشديد الى علاج في المستشفى بواسطة السوائل التي تعطى داخل الأوردة لإعادة سوائل الجسم و أملاحه الى المعدلات الطبيعية. أما الأطفال الأكبر سناً، فيمكن علاجهم في المنزل.
قد يحتاج الطبيب الى فحص دم و بول و براز الطفل للتأكد من أن الإسهال سببه فيروس الروتا لا بكتيريا، لأن مضادات الالتهاب لا تعمل ضد الأمراض التي تسبّبها الفيروسات، إذاً الأطباء لن يصفوا مضادات للالتهاب في حال علاج مرض فيروس الروتا.

العلاج المنزلي

لتفادي الجفاف، اتبعي تعليمات الطبيب حول ما يجب على طفلك أن يأكله و يشربه. قد يقترح الطبيب أن تقدمي لطفلك مشروبات خاصة تحل محل سوائل الجسم، خاصة إذا كان الإسهال مستمراً منذ يومين أو ثلاثة. عموماً، للأطفال مع إسهال خفيف لم يصل الى الجفاف، يجب أن يكملوا تناول الطعام بشكل طبيعي، و لكن يجب أن يشربوا المزيد من السوائل (إلا أن عصائر الفواكه من شأنها أن تزيد أمر الإسهال سوءاً، لذا يجب تفاديها). و لمن يعانون من إسهال طفيف، يجب أن يحصلوا على كميات متكررة من محلول إعادة الترطيب، حتى يعودوا الى الحالة الطبيعية، و لمن يتلقون رضاعة طبيعية، يجب أن تُستكمل هذه الرضاعة.