كل ما تريدين معرفته عن الأسفيكسيا: اختناق الأطفال الناتج عن نقص الأوكسيجين
بتعريفها العام، الأسفيكسيا هي نقص الأوكسيجين في الجسم. هذه الحالة لها تأثيراتها السلبية على جميع الأعضاء، ومن بينها الدماغ. يمكن لنقص الأوكسيجين أن يحصل في الرحم وخلال الولادة أو مباشرة بعد الولادة. تختلف تأثيرات حالات نقص الأوكسيجين بحسب المدة والقوة، يمكن أن تؤثر بشدة على الدماغ وباقي الجسم. ولكن الكثير من الاطفال يمكن أن يُحرموا من الأوكسيجين لفترة قصيرة دون أي تأثير سلبي أو طويل الأمد.
خلال الحمل، تعاني بعض النساء من ارتفاع في ضغط الدم أو تسمم حملي تصحب معها ارتفاع كبير في ضغط الدم إلى جانب تورّم في أعضاء الجسم والوجه. في بعض الأحيان، يؤثر تسمم الحمل على توزيع الأوكسيجين إلى الجنين. إن كان هذا الاضطراب قصير الأمد، فلا يعاني الجنين من أضرار طويلة الأمد. أما إن كان الاضطراب قد حصل لفترات طويلة، فيمكن أن تؤدي إلى ضرر في الدماغ.
خلال الحمل، يمكن للأسفيكسيا أو نقص الأوكسيجين أن يحصل خلال الولادة، ولا سيما الولادة الطويلة والصعبة، لأن تزويد الجنين بالأوكسيجين يمكن أن ينقطع بسبب حشر الحبل السري أو انفصال مبكر للمشيمة، ما يقطع الأوكسيجين عن الطفل.
كيف تعالج الأسفيكسيا؟
تعالج الأسفيكسيا بوسيلتين:
*خفض حرارة الجسم العلاجي، التي يخفض فيها الأطباء درجة حرارة جسم الطفل بنحو متعمّد.
* الدعم، الذي يعتمد على تعزيز وصول الأوكسيجين إلى الطفل ودورته الدموية.
خفض حرارة الجسم العلاجية
في هذا العلاج، تُخفّض حرارة خلايا الطفل الدماغية إلى حوالى 3.5 درجة مئوية. هذا التبريد يسهم في إبطاء التثميل الغذائي في الخلايا، ما يمنح الخلايا الدماغية الوقت للتعافي. إذ إن انقطاع الأوكسيجين عن خلايا الدماغ يدفع إلى اعتماد وضعية حياة قصيرة دون تمثيل غذائي. ولكن هذه الوضعية تخدم لمدة قصيرة، أي أن عدم عودة الأوكسيجين إلى الخلايا بعد وقت قصير يعني موتها. من هنا، فإن تخفيض حرارة جسم المولود الجديد يمنح الخلايا المزيد من الوقت لتستأنف تمثيلها الغذائي وبالتالي تعيد إفراز الأوكسيجين.
يعتمد توقيت تخفيض حرارة الجسم ومدته على قوة نقص الأوكسيجين. بعض الأطفال يعيشون موجة تبريدية إلى 72 ساعة. هذا التبريد ليس له أية تأثيرات سلبية على المديين القصير والطويل، وتستخدم مع أغلبية الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.
الدعم
يتألف الدعم من استراتيجيات تهدف إلى تحسين توزيع الأوكسيجين في الجسم. يقتضي هذا الأمر عادة في تزويد الطفل بالأوكسيجين أكثر من الهواء، أي بطريقة صناعية طبية. كما يجب على الطبيب أن يراقب
الدورة الدموية، لتُنشّط هي الأخرى عند اللزوم، من خلال سوائل أو أدوية خاصة للحفاظ على وظائف ضغط الأوعية وتفادي نزيف الدماغ.
التأثيرات على الطفل
تلك الحالة تؤثر على سلامة ونمو أعضاء جسم المولود وكذلك تؤثر كثيراً على المهارات المختلفة للطفل وسلامته العقلية.
وذلك نظراً لما قد ينتج عن نقص الأوكسجين في المخ وتسببه في تلف بعض خلاياه أو أجزاء منه.
وتختلف درجة الإصابة ونوعها تبعاً لحجم ومكان التلف الذى أصاب المخ، ففي بعض الحالات البسيطة لا يتجاوز الأمر مجرد تأخر طفيف في مهارات الطفل اللغوية أو الفكرية وتنتهي مع نمو الطفل.
ولكن في الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى تدهور كبير وملحوظ في المهارات والنمو الفكري والحركي للطفل.
ولتحديد نوع الإصابة ودرجتها وكذلك لكيفية التعامل مع الحالة، يجب خضوع الطفل للفحص الشامل من قبل الطبيب المختص للوقوف على أبعاد الحالة كاملة.