لماذا سمي عام الفيل بهذا الاسم

by Marwa Magdi 1 Year Ago 👁 228

عام الفيل

يُعد عام الفيل من أبرز الأعوام في التاريخ العربي والإسلامي، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الحادثة الشهيرة التي وقعت فيه، والتي تمثلت في محاولة جيش أبرهة الحبشي هدم الكعبة باستخدام الفيلة. يعتبر هذا العام ذا أهمية خاصة لدى المسلمين، ليس فقط بسبب الحدث الذي أطلق عليه اسمه، بل لأنه أيضاً العام الذي وُلد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم

كان أبرهة الحبشي حاكمًا على اليمن تحت حكم الإمبراطورية الحبشية (الإثيوبية). طمح أبرهة لتحويل الحج من مكة إلى كنيسة ضخمة بناها في اليمن تُعرف بالقليس، لجعلها مركزاً دينياً واقتصادياً يحج الناس إليها بدلاً من الكعبة.

بنى أبرهة كنيسة القليس لتكون أعظم من الكعبة، وتكون مقصداً لجميع الحجاج. ومع ذلك، لم يتجاوب العرب مع هذا المخطط، وبقيت الكعبة مركزاً دينياً رئيسياً. يقال أن بعض العرب أهانوا القليس، مما أثار غضب أبرهة ودفعه للتخطيط لهدم الكعبة.

جمع أبرهة جيشاً كبيراً، وكان ضمن هذا الجيش فيلة ضخمة لم يكن العرب قد رأوها من قبل، ما أضفى رهبة إضافية على هذا الجيش. انطلق أبرهة بجيشه نحو مكة بنية هدم الكعبة وجعل القليس مركز الحج الجديد.

عندما وصل جيش أبرهة إلى حدود مكة، قوبل الجيش بمقاومة قليلة، حيث كان العرب غير مستعدين لمواجهة جيش كبير مجهز بالفيلة. إلا أن المفاجأة الكبرى حدثت عندما وقفت الفيلة عند حدود مكة ورفضت التقدم نحو الكعبة. حاول الجنود دفعها وتحريكها لكنها رفضت التقدم.

أرسل الله طيوراً تُعرف بالأبابيل، كانت تحمل حجارة من سجيل (طين متحجر)، وألقت هذه الحجارة على جيش أبرهة. أدى هذا الهجوم إلى هلاك الجيش وتفرق الجنود، وتدمير محاولتهم لهدم الكعبة. تعتبر هذه الحادثة من المعجزات التي حفظت الكعبة وجعلتها رمزاً دينياً عظيماً. ورد ذكر حادثة عام الفيل في القرآن الكريم في سورة الفيل، حيث يقول الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)".

إلى جانب الحادثة التاريخية والمعجزة الإلهية، فإن عام الفيل له أهمية خاصة لدى المسلمين، إذ إنه العام الذي وُلد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الولادة المباركة جاءت بعد فترة قصيرة من حادثة الفيل، مما جعل هذا العام مُقدساً ومهماً في التاريخ الإسلامي.

تركت حادثة الفيل أثراً كبيراً في الثقافة العربية والإسلامية. فقد أصبحت رمزاً لقوة الله وعنايته ببيته المقدس. كما أن هذه الحادثة تذكّر المسلمين بعظمة الكعبة ومكانتها الرفيعة، وتجعلهم يتذكرون كيف حفظها الله من كيد الأعداء.