احترام الكبير والعطف على الصغير

احترام الكبير والعطف على الصغير

Marwa Magdi by 5 Years Ago

أسس الدين الإسلامي مجموعة من القواعد الاجتماعية للتعامل بين الأفراد في المجتمع، تقوم على مبادئ الاحترام والتكافل والعطف. وخص الدين الإسلامي العلاقة المتبادلة بين الكبير والصغير في المجتمع، وجعل منها أولوية كبيرة ينبغي أن نضعها بعين الاعتبار. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، وهو حديث يدل على أهمية العلاقة التي ينبغي أن تسود بين الجميع في المجتمع.

ما هو احترام الكبير

تقديم الكبير على الصغير: كان رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يمسح مَنا كِبَنا في الصلاةِ ويقولُ: (استووا ولا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم، ليلني منكم أولو الأحلامِ والنهى, ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم). قال أبو مسعودٍ: (فأنتم اليوم أشدَّ اختلافًا)

وروى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال "لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني".

قواعد احترام الكبير

  • الحياء من الكبير: روى ابن ماجة والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه".
  • عن عبد الله بن عمر ان رسول الله قال أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها.. فوقع في نفسي أنها النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هي النخلة.. فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت.. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري.
  • القيام للقادم الصغير: روى البخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت:"ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في قيامها وقعودها ـ من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها وقبلته وأجلسته في مجلسها".

معنى العطف على الصغير

إن الطفل الذي يتلقى مقداراً كافياً من العطف والحنان من أبويه، ويروى من ينبوع الحب يملك روحاً غضة ونشطة. إنه لا يحس بالحرمان في باطنه ولا يصاب بالعقد النفسية، تتفتح أزاهير الفضائل في قلبه بسهولة وإذا لم تعتوره العراقيل في أثناء طريقه فإنه ينشأ إنساناً عطوفاً وفاضلاً يكنّ الخير والصلاح للجميع. لقد ورد التأكيد على العطف على الصغار في الأحاديث بصورة كثيرة وها نحن نقرأ بعضاً منها:

  • عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله وسلم)، في خطبة له حول واجبات المسلمين في شهر رمضان: (وقّروا كباركم وارحموا صغاركم).
  • وقال (صلى الله عليه و آله وسلم ) : (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقّر كبيرنا).
  • في ما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته: (وارحم من أهلك الصغير ووقر الكبير).
  • عن علي (عليه السلام): ( لِيتأسَّ صغيركم بكبيركم ، وليرأفْ كبيركم بصغيركم ، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية).
  • وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن الله عز وجل لَيرحم الرجل لشدة حبه لولده).
  • قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : (أحبّوا الصبيان وارحموهم).

كيف يكون العطف على الصغير

  • العطف على الصغير: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أتُقَبِّلونَ صِّبْيانَكُمْ فوَاللهِ ما نُقَبِّلُهُمْ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نزعَ اللهُ من قلبِكَ الرَّحْمَةَ ؟)
  • قبَّل رسول الله صلّى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ )

تعليم الاطفال احترام الكبير

يذكر الشيخ اليهودي الكبير أبو يوسف في كتابة (الخراج) "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ  مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ـ شيخ كبير ضرير البصر فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن. قال: فأخذ عمر رضي الله عنه ـ بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له ـ أي أعطاه ـ من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} سورة التوبة 60 وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه"

حديث عن احترام الكبير وتوفير الصغير

قال: "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا" رواه أبو داود والترمذي. اي انه ليس من اخلاقنا ومبادئنا ان لا نعطي الكبير حقه من الاحترام والتقدير مهما در منه وتوقير الصغير ومراعاة صغر سنه بالحسنى والقول الحسن والرسول الكريم قد اهتم كثيرا بهذا الجانب وكان اساسه في التعامل مع اصحابه ليعلمنا اسمى القيم واجلها، فكان عليه الصلاة والسلام المثل الاعلى في تعاملاته.

كان يبدأ ويقدم الكبير قبل الصغير وله في هذا الجانب القصص والعبر الكثير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول " استووا ولا تختلفوا . فتختلف قلوبكم . ليلني منكم أولو الأحلام والنهى(هم الرجال البالغون) . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم " قال أبو مسعود : فأنتم اليوم أشد اختلافا.

 

 

إضافة التعليقات

.