
الطلاق ظاهرة مجتمعية عالمية بمعنى الترك والتسريح، أمّا شرعاً فالطلاق هو انفصالٌ يحلّ عقد الزواج بين الزوجين بالرجوع للدين والشريعة أو وفق الدين الذي ينتمي إليه الطرفان، ويتم ّوفق إجراءاتٍ قانونية وبشكلٍ رسمي، ويكون باتّفاق الطرفين أو أحدهما على الأقل. حكم الطلاق أنه جائزٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية، لكنه مكروه، ويقول سبحانه وتعالى: الطلاق مرتان فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان.
اثار الطلاق على المرأة
يُؤثر الطلاق على الوضع الاجتماعيّ للمرأة، فقد تختلف علاقاتها وطريقة تعامل المجتمع معها عن السابق، الأمر الذي قد يجعلها تُعاني من الرفض الاجتماعيّ. وقد يؤثر الطلاق سلباً في طريقة تعامل بعض أفراد العائلة معها، وذلك بعدم تقبّلهم لقرار الطلاق، ومحاولة عدم إشراكها في القرارات العائلية، أو تهميش رأيها، كما قد تشعر المرأة المطلقة بالخجل من التّواصل أو تجديد علاقتها مع أصدقائها في حال اختلاف معاملتهم لها عند وجودها بينهم، وظنّهم أنّ ذلك يُحافظ على مكانتهم أو هيبتهم الاجتماعيّة، مما قد يضطر المرأة إلى عدم الاختلاط مع الآخرين، أو تغيير مكان عملها لتغيير مجموعة الأشخاص، أو الأصدقاء المُحيطة بها.
اثار الطلاق على الزوجين
- إنّ للطلاق نتائجَ عديدة، ومنها:
- تفكك الأسرة وانهيارها بمجرد انفصال الطرفين، فيضيع الأبناء بين الأم والأب.
- الفشل الدراسي للأبناء.
- الانعزال عن الناس والعلاقات الاجتماعية، والميل للعزلة والوحدة.
- أمراض الأطفال النفسية، وتشتّتهم سلوكياً بالإضافة إلى العدوانية.
- نظرة المجتمع المجحفة والظالمة بحقّ المرأة، فينتقد الناس تصرفاتها وسلوكياتها وإن كانت عادية.
- السلوكيات غير السوية والسيئة للأبناء ثم نموهم، مثل مرافقتهم لأصحاب السوء الذين قد يجرونهم نحو المخدرات والخمر وغيرهما.

اثار الطلاق على الابناء
قد يواجه الأطفال صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيّاً وعاطفيّاً، ومن هذه التأثيرات ما يأتي: الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين. وتختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب. أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة. القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأطفال أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، كما سبق وتوقفا عن حبّ بعضهما وافترقا في النهايّة، مما يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتر.
اثار الطلاق على المجتمع
تنمية الكراهية والبغضاء، يعاني المجتمع بعد حدوث مشكلة الطلاق من نشوب المشاجرات والمشحانات، وزيادة عدم الاستقرار، مما ينمّي الشعور بالحقد والكراهية والبغضاء بين الطرفين، خاصة إذا خرج الأمر عن حدود الأدب الإسلامي، مما يؤدي إلى تدخل أقارب كلا الطرفين، وبالتالي زيادة الخصومة والاقتتال والمشاحنات بدلاً من تخفيف حدتها. التأثير النفسي في الأفراد، يؤثر الطلاق بشكلٍ خاص في نفسية كلٍ من الزوج والزوجة، كما يؤثر في نفسية الأقارب بشكلٍ عام، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الرجل يعاني من العبء المالي، وزيادة الهم الذي قد يؤدي به إلى القيام ببعض التصرفات الضارة به أولاً وبالمجتمع ثانياً، كما من الممكن الا يؤدي أعماله بالطريقة الصحيحة، وقد يلجأ أحياناً إلى الطرق غير الصحيحة وغير الشرعية مثل الاحتيال والسرقة لتخفيف الضغط الواقع عليه. علماً أنّ هذه الآثار لا تقف عند حد الرجل إنّما تتجاوزه إلى المرأة أيضاً، مما يجعلها تفكّر بأي طريقة للعيش، وإن كانت غير صحيحة ومنحرفة، وبالتالي يتأثر المجتمع كله بهذه التغييرات السلبية.