نتائج الطلاق

نتائج الطلاق

Marwa Magdi by 4 Years Ago

الطلاق قرار يتخذه الزوجان ويقضي بفسخ عقد الزواج الذي يربطهما معاً، وانفصالهما، وتغيير أدوار ومسؤوليات كل منهما في حياة الآخر. وقد يكون قراراً صعباً ويُصاحبه العديد من التأثيرات الجانبيّة التي تُغيّر حياة جميع أفراد الأسرة، خاصةً عند وجود الأطفال، لكنه أحياناً يكون صائباً ويُحقق الاستقرار والتوازن الأسريّ من جديد. فعندما تكون البيئة التي ينشأ بها الأبناء صحية وخالية من النزاعات والخلافات، ويهتم كلا الأبوين بسعادتهم ويتناوبون على رعايتهم وتوعيتهم، والعمل يداً واحدةً من أجل مصلحتهم ومستقبلهم، تبقى بينهما علاقة وديّة تُبنى على الاحترام والتعاون من أجل مصلحة الجميع.

ما نتائج الطلاق

للطلاق نتائج عديدة، ومنها: تفكّك الأسرة وانهيارها بمجرد انفصال الطرفين، فيضيع الأبناء بين الأم والأب. الفشل الدراسي للأبناء. الانعزال عن الناس والعلاقات الاجتماعية، والميل للعزلة والوحدة. أمراض الأطفال النفسية، وتشتّتهم سلوكياً بالإضافة إلى العدوانية. نظرة المجتمع المجحفة والظالمة بحقّ المرأة، فينتقد الناس تصرفاتها وسلوكياتها وإن كانت عادية. السلوكيات غير السوية والسيئة للأبناء ثم نموهم، مثل مرافقتهم لأصحاب السوء الذين قد يجرونهم نحو المخدرات والخمر وغيرهما.

نتائج الطلاق على الاطفال

التأثير النفسي والعاطفي، قد يواجه الأطفال صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيّاً وعاطفيّاً، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:

الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب. أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة. القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأطفال أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، كما سبق وتوقفا عن حبّ بعضهما وافترقا في النهاية، مما يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.

نتائج الطلاق الصامت على الابناء

ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل: يظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المُحيطين به بسبب المشاعر السلبيّة التي تظل عالقةً به، والتي يكتسب بعضها من النزاعات والبيئة غير الصحيّة التي كان يعيش بها سابقاً، أو الناجمة عن تغيرات ما بعد الطلاق؛ كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له، وابتعاده عن الآخر، وعدم الالتقاء به أو محادثته فتراتٍ طويلة مما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وبالمقابل يتعلق بالحاضن، ويخشى فقدانه وخسارته أو هجره له لاحقاً. التأثير على علاقات الطفل المُستقبليّة: يتأثّر الأطفال داخلياً بالطلاق كما ذكر سابقاً، وبالتالي يؤثّر ذلك على نشأتهم وعلاقاتهم المُستقبلية مع مرور الوقت. كما تُظهر الدراسات النفسية التي أجريت على عدد من الأزواج من قبل مكتب الإحصاء الاجتماعي في الولايات المُتحدة الأمريكية أنّ الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجيّة لاحقاً أكثر عرضةً للطلاق أيضاً، ويُمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في الشُركاء لديهم، إضافةً الى افتقارهم لبعض المهارات الاجتماعيّة المُكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّةٍ، وبالتالي عدم قدرتهم على حل الخلافات الزوجيّة ومُعاناتهم من مشاكل تُشبه مشاكل ذويهم، فينتهي بهم الحال مع الأسف بالطريقة نفسها  التي انتهى بها الوالدان والانفصال، وهو ما يُعرف نفسيّاً بنظريّة "النمذجة الأبوية" أي السير على نموذج مُشابه للآباء.



 

إضافة التعليقات

.