
الطلاق العاطفي حالة غياب المشاعر والعواطف من الحياة الزوجية ، فيعيش الزوجان في مكان واحد وتحت سقف واحد وكأنهما غريبان عن بعضهما، وهما مضطران الى ذلك، إما حفاظاً على شكل الأسرة أمام المجتمع الذي يستنكر الطلاق الفعلي عادة، أو حفاظاً على الأولاد من الضياع. ولا تقتصر الآثار السلبية للطلاق العاطفي على الزوجين، بل إنها تمتد إلى باقي أفراد الأسرة.
تعريف الطلاق العاطفي
الطلاق العاطفي عبارة عن علاقة زوجية انتهت صلاحيتها منذ فترة، ولكنها استمرت لسبب ما، قد يكون الأطفال، أو الحفاظ على الشكل الاجتماعي أمام العائلة، فيجبر أحد الطرفين أو كلاهما في الاستمرار في تلك العلاقة لفترة قد تقصر أو تطول، متعايشين في جو من الحزن وعدم السعادة.
اثار الطلاق العاطفي
تتجلى اثار هذا الطلاق النفسي على الزوجين في ما يلي:
- حالة الصمت التي تخيم على حياتهما، وضعف الرغبة في التواصل، غياب لغة الحوار في الحياة الزوجية، وكذلك تبلد المشاعر وجمود العواطف، وغياب البهجة والمرح والمودة والتودد والرومانسية بالطبع.
- غياب الاحترام واللين بين الزوجين، وحلول العناد والتذمر والشجار والمنازعات لأتفه الأسباب والإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام كل طرف في الحياة الزوجية.
- الهروب المتكرر من المنزل، أو جلوس كل طرف منفصلا داخل البيت وهو ما يسمى بـالانعزال المكاني.
- النفور الشديد بين الطرفين، والشعور بالندم على الارتباط به، ومداومة التفكير بالطلاق أو الزواج من امرأة أخرى.
- شيوع الاساءة والاستهزاء والاستهتار وكثرة التعليقات السلبية، والتقليل من شأن الآخر وجرح مشاعره بكلمات أو سلوكيات مؤذية، وإلقاء المسؤولية دائما على الطرف الآخر والتحلل من كل التزام تجاهه.

اسباب الطلاق العاطفي
الطلاق العاطفي كأي ظاهرة اجتماعية أخرى لا بد من وجود أسباب قد أدت إليه، ومن أهم أسباب الطلاق العاطفي:
·شعور الشريك بعدم أهميته في حياة الطرف الآخر بسبب تفضيل الطرف الآخر للعمل أو الأولاد أو الأصدقاء أو الأهل عليه، فضلاً عن قيامه بقولٍ أو فعل من شأنه أن يقلل من أهمية شريكه، لا سيما إن كان ذلك أمام الأولاد والأهل. بالاضافة إلى تركيزه المتكرر على حقوقه فقط واهتمامه بها مع إغفال حقوق وحاجات الطرف الآخر وإهمالها، والتعالي عليه وتحسيسه بالنقص والدونية.
·بخل الزوج على زوجته في الأمور المادية أو المعنوية أو في ما يمنحها من وقته لغرض إشباع حاجاتها. وانغماسه بالعمل لمواجهة الضغوطات المادية وسد احتياجات البيت والأولاد مهملا كل ما من شأنه أن يثير العاطفة دون انتباه منه، الأمر الذي يتسبب في اتساع الفجوة بينهما تدريجياً، وانعدام العلاقة الحميمية بينهما أو تحولها إلى مجرد روتين أو واجب.
·انعدام الثقة بين الطرفين أو من قبل أحدهما بسبب ممارسة الكذب أو الخيانة.
علاج الطلاق العاطفي
عند الشعور بالفتور في العلاقة يفضل زيارة معالج نفسي أسري سريعاً.
-
محاولة فهم الآخر: حقوقه وواجباته، مشاعره واحتياجاته، مشكلاته ومخاوفه، فهم هذه التفاصيل العميقة يساعد على تجاوز الطلاق العاطفي.
-
الحوار بينهما مهم جداً، ومراعاة الوقت المناسب لذلك، أي وقت فراغهما.
-
الاستمتاع بالعلاقة الحميمة وكسر الروتين المعتاد في العلاقة.
-
لكلمة "شكراً" إذا تم نطقها بحب وامتنان أثر إيجابي على الإنسان بشكل عام، وإذا جاءت من شريك الحياة فإن إثرها أبلغ، لذا يفضل تقديم الشكر في أبسط الأمور مثل إعداد الزوجة وجبة العشاء، أو عندما يشتري الزوج مكونات "وجبة العشاء"، فالحياة تكامل وتوازن.
- اعتراف الزوجين بأهمية الآخر في حياته.
- التغاضي عن بعض الأخطاء، ومحاولة التركيز على كيفية تجنب وقوعها لتفادي المشكلات الزوجية.
- الاهتمام بمشاعر شريك حياتك: عندما يعبر لك عنها، ويقول انه سعيد، أو حزين لا تتجاهل مشاعره واهتم به.
المراجع:
https://alkafeelblog.edu.turathalanbiaa.com/
https://www.ultrasawt.com/
https://www.islamweb.net/
https://www.sayidaty.net/